رحلة الاربعة آلاف كلم

أود من خلال هذا التقرير المختصر نقل تفاصيل رحلة فيينا سوريا لمساعدة أهلنا المنكوبين هناك والتي امتدت بدأت من ألمانيا وبالذات من مدينة Memingen والتي تبعد حوالي 200 كيلو عن ميونخ حيث أحضرنا منها سيارتي إسعاف قامت هيئة الإغاثة الإنسانية بالنمسا باقتنائهما، لتبد أ المرحلة الثانية من فيينا عبر المجر ورومانيا وبلغاريا وتركيا ومنها إلى الرقة وكانت لنا في كل حد من الحدود قصصا لن تمحى من الذاكرة.

الإنطلاق كان مساء السبت من فيينا عبر المجر دون صعوبات تذكر لنصل منها إلى رومانيا، البلد الذي يفتقد إلى الطرقات السريعة حيث احتجنا لمسافة 540 كلم ل 14 ساعة ونصل بعدها إلى الحدود البلغارية ومنها إلى داخل بلغاريا حيث فقدنا الطريق في الجبال البلغارية الضيقة لمدة 4 ساعات لنتمكن في الأخير من بلوغ الحدود التركية مساء الأحد بعد 10 ساعات ومن هنا تبدأ القصة.

الحدود إسمها حمزة بيلي حيث لم يسمح لنا الأتراك بالدخول رغم كل المحاولات والمبيت هناك في السيارات في درجة حرارة بلغت سبعة تحت الصفر لنغادر المكان في اليوم الموالي الإثنين بالسب والضرب من الشرطة التركيا والسبب كلمة سوريا لنعود إلى بلغاريا ثانية بعد دفع ما قيمته 400 يورو ومنها إلى الحدود الثانية التي تبعد 120 كيلو واسمها كابوكولة حيث منعنا أيضا من الدخول ومكثنا هناك 3 أيام لنخرج في اليوم الرابع عصرا بعد اتصالات قامت بها الهيئة من فيينا.

الرحلة داخل تركيا دامت بين الأربعاء عصرا إلى الخميس ليلا ولمسافة كانت تقريبا 1500 كيلو تخللتها راحة بثلاث ساعات، بلغنا بعدها الحدود السورية التركية حيث استقبلنا المسؤولين في تجمع أبناء الراشدين وهو مشفى مدني حيث قضينا الليل هناك وزرنا المصابين هناك، وصباح الجمعة بدأت الصعوبات من جديد مع السلطات التركية التي منعتنا من عبور الحدود ودخول الأراضي السورية والسبب هو الخوف علينا وطلبوا منا العودة من حيث أتينا لختم الأشياء ثم طلبوا منا تسليم السياراتان للهلال الأحمر التركي الذي يسلمها بدوره لمستشفى الرقة وهو ماكان. وتجاوزنا الحدود السوريا حيث رحب بنا الشباب هناك وكان لقاء مميزا تسلم فيه الإخوة السياراتان بحضور ممثل من الهلال الأحمر التركي وسط أجواء إحتفالية. وبعد زيارة قصية للبلدة اطلعنا فيها على الخراب الكبير، غادرنا سوريا عائدين إلى تركيا ومنها إلى مطار أورفا حيث امتطينا الطائرة لمدة ساعتين إلى استنبول ومنها وبعد 3 ساعات إلى فيينا عبر الخطوط التركيا.

الرحلة في كلميتن متعبة وممتعة، ونسأل الله تعالى أن تكون فاتحة خير على أهلنا الذين نسأل الله أن يرفع عنهم هذا الكرب وأن يتقبل منا ومن كل من تبرع، وإنشاء الله تكون الرحلة القادمة إلى دمشق وقد تحررت وقد رافقني في هذه الرحلة ذهابا وغيابا الوالد الكريم حفظه الله الذي قاد السيارة من الحجم الكبير والأخ محمد حراز الذي قاد السيارة الثانية ومن الصدفة أن الثلاثة من مصر والسيارتان كانتا محملتين بمواد وأجهزة طبية.

أخيرا الشكر كل الشكر للمهندس أحمد حميد والدكتور أحمد المدبولي باقي أعضاء الهيئة الإنسانية وأخي أحمد التركي من أكادمية إعداد القادة الذين ساهموا في رفع الكثير من العقبات لتصل هذه المساعدة بعد رحلة دامت أسبوعا.

الموقع غير مسئول عن تصحيح الأخطاء الإملائية و النحوية