رسالة من رئيس الهيئة
الإسلامية
إيضــــــاح
عندما تلقينا دعوة السفارة الأمريكية لحضور
طعام إفطار تقيمه للجالية الإسلامية في النمسا، تشاورنا في
الهيئة الدينية الإسلامية الرسمية حول هذا الأمر ، و إستعرضنا
مختلف وجهات النظر ، و قر الرأي على الإستجابة للدعوة بعدد
محدود يمثل الهيئة ، و ليس كما رغب الجانب الأمريكي خلال
الإتصالات التمهيدية . و وجهة نظرنا في ذلك تتلخص فيما يلي :
إن عدم الإستجابة بالشكل الذي إرتأيناه تعني المقاطعة و
الإمتناع عن الحوار مع الولايات المتحدة الأمريكية ، مع ما
تمثله في زماننا على مختلف المستويات ، و أن وجود خلافات عميقة
في وجهات النظر و في المواقف السياسية لا ينبغي أن يؤسس إلى
عداء دائم بين المسلمين و الولايات المتحدة ، لأن نتيجة ذلك
ستكون كارثية على العالم أجمع ، نظرا لحجم العالم الإسلامي من
جهة و موقع الولايات المتحدة الأمريكية في السياسة الدولية من
جهة أخرى ، و أن إستمرار الحوار هو الوسيلة الأجدى لإيضاح نقاط
الإختلاف و محاولة التوصل إلى حلول لها.
و اتفقنا على أن ألقي
شخصيا كلمة قبل الأفطار أوضح فيها هذا الموقف ثم أنسحب دون
تناول الطعام ، على أن يتولى الزملاء المرافقين متابعة
شرح موقفنا و إعتراضاتنا على السياسة الأمريكية الحالية و هذا
ما حصل فعلا . و أوجز فيما يلي ما قلته في كلمتي :
أشكر سفارة الولايات
المتحدة على دعوتها لنا ، و لا أخفي عليكم أن قبول الدعوة لم
يكن سهلا بالنسبة لنا نظرا للأحداث المؤسفة التي نشهدها ، و قد
تلقينا إتصالات كثيرة تنتقد تلبية الدعوة ، غير أننا رأينا
الإستجابة كجزء من الحوار الدائر بيننا ، و حقيقة وجود حوار
تعني أننا لسنا على إتفاق ، إذ لا يقوم الحوار ألا بين طرفين
مختلفين للتوصل إلى تفاهم على نقاط الإختلاف ، مع الأخذ بعين
الإعتبار أن توقف الحوار يعني إستحكام العداء و تحوله إلى موقف
أساسي و دائم ، و هذا ليس في مصلحة أمريكا و لا في مصلحة
العالم الإسلامي . إن بيننا نقاط إتفاق أساسية مثل تأييد
الديموقراطية ، و حقوق الإنسان ، و الشرعية الدولية ( القانون
الدولي ) ، و لكننا نختلف على الكيفية ، و كل شعوب العالم
الإسلامي تتطلع إلى تحقيق هذه المبادئ و لكنها تؤكد على أنه لا
يمكن الفصل بين حقوق الإنسان و القانون الدولي ، الذي يتعرض في
حالات كثيرة إلى خروقات غير مقبولة . نحن نختلف على الكيفية و
ننتقد عدم تقيد السياسة المتبعة بهذه المبادئ ، و أقول بكل
وضوح أن سياسة الإدارة الأمريكية الحالية غير مقبولة بل يصعب
فهمها بالنسبة لنا ، إذا توجد بيننا خلافات و لكننا لا نعتقد
بأن العداء بين الولايات المتحدة و العالم الإسلامي أمر مقرر
لا يمكن تجاوزه ، آخذين بعين الإعتبار أن عدد المسلمين في
أمريكا يقارب 8 ملايين مواطن ، أي ما يربو على عدد سكان النمسا
مجتمعين ، فلا بد من الحوار للتوصل إلى حلول لقضايا الخلآف ، و
نعتقد أن الحوار هو السبيل الوحيد لحل المشاكل القائمة .
Ø
و أما ما جاء في ( التقرير الإخباري ؟ ) من تبادل الملاطفات و
الإبتسامات و عبارات المودة …إلخ فلا أساس له إلا في خيال من
توهمه متحاملا . أؤكد أنني غادرت القاعة بعد إلقاء الكلمة
مباشرة و لم أتناول أي طعام ( خلافا لمن إبتدع التقرير
الإخباري بصورته المجانبة للحقيقة ) .
Ø
و أما الإتهام المبطن الذي ورد في نهاية ( التقرير
الإخباري ؟ ) للهيئة الإسلامية و المبادرة بأنهما تعملان
بوحي خارجي ( ؟ ) فيذكرنا بأجواء الستينات من القرن الماضي
، التي أدت بنا إلى ما نحن فيه من كوارث . و لا يسعني إلا
أن أقول لمن تحمل وزره * إتقوا الله فإننا مازلنا في شهر
رمضان * و لاحول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم .
الأخ الكريم أيمن وهدان ، سلمه
الله .
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،
و بعد .
إطلعت على ( التقرير الإعلامي ؟ ) الذي أعده السيد
ط .ش
، و قمتم بنشره في نشرتكم الموقرة على الإنترنيت ، و نظرا
لأن النص المشار إليه لا يمثل الحقيقة ، و يشتمل على قدر
كبير من التجني و التهجم بغير دليل أو برهان ، رأيت ضرورة
إيضاح الأمر (ليهلك من هلك عن بينة و يحيى من حيي عن بينة)
، فأرجو التكرم بنشره ، جزاكم الله خيرا ، مع تمنياتي لكم
بالتوفيق لكل خير .
أنس الشقفة
المرسل : أ. أنس الشقفة
رئيس الهيئة الدينية الإسلامية
الرسمية في النمسا
نشرة :12 من نوفمبر
2004/15:37
|