لفهم ما الذي
يحدث للدم من تغيرات أثناء الإصابة بسرطان
الدم أو (اللوكيميا)، لابد من التعرف أولاً
على مكونات الدم والجهاز الليمفاوى بجسم
الإنسان.
مكونات الدم
يتكون الدم عند الإنسان من ثلاث أنواع من
الخلايا:
1- خلايا كرات
الدم الحمراء (Red blood cells).
2- خلايا كرات الدم البيضاء (White blood
cells).
3- الصفائح الدموية (Platelets).
وهذه الخلايا تنتج فى نخاع العظام (Bone
marrow) والتى تسير فى مجرى الدم فى سائل يسمى
البلازما (Plasma).
خلايا كرات الدم الحمراء
هى المكون الرئيسى للدم، وتحمل الأكسجين من
الرئتين إلى الأنسجة وثانى أكسيد الكربون من
الأنسجة إلى الرئتين. ونسبة كرات الدم الحمراء
فى الدم تسمى بـ (Hematocrit) الراسب الدموى،
والبروتين المسئول عن حمل الأكسجين فى كرات
الدم الحمراء هو الهيموجلوبين (Hemoglobin).
فكافة أنسجة الجسم تحتاج إلى الأكسجين لكى
تؤدى وظائفها بكفاءة، وعندما يعمل النخاع
العظمى بشكل طبيعى تبقى كرات الدم الحمراء
ثابتة.
تحدث الأنيميا
(فقر الدم) عندما تقل كرات الدم الحمراء،
واللوكيميا (سرطان الدم) نفسه أو العلاج
الكيميائي المستخدم له يسبب الأنيميا للإنسان
والتى تكون من بين أعراضها: قصر النفس، الضعف،
الإرهاق.
وتظهر لدى بعض الأشخاص أعراض الأنيميا عندما
تصبح قيمة الهيموجلوبين أعلى من (8) وهذا
يعتمد على الحالة الصحية للشخص، لأن غالبية
الأشخاص تظهر عليها أعراض الأنيميا عندما يصبح
الهيموجلوبين أقل من (8) وهذا يعلل سبب نقل
الدم عندما يكون الهيموجلوبين بهذه النسبة.
وتسمى كرات الدم الحمراء بهذا الاسم لاحتوائها
على المادة الصبغية الحمراء "الهيموجلوبين".
متوسط عمر كرات الدم الحمراء : 120 يوماً.
خلايا كرات الدم البيضاء
تتكون من أنواع مختلفة ومتعددة، وكل نوع له
وظيفته فى حماية الجسم من الجراثيم
والميكروبات. وتسمى بالكرات البيضاء لأنها لا
تحتوى على أى مادة تكسبها لون وتظهر بدون لون
وحجمها أكبر من كرات الدم الحمراء.
الأنواع
الرئيسية الثلاث لخلايا كرات الدم البيضاء
أ- الخلايا المتعادلة
(Neutrophils):
الأسماء الأخرى للخلايا المتعادلة (Neuts,
granulocytes& polys)، وهذه الخلايا مسئولة عن
قتل غالبية أنواع البكتريا العادية ويمكن
رؤيتها فى شكل الصديد الذى يظهر فى الجروح
التى أصيبت بالعدوى على الجلد.
ب- الخلايا الأحادية
(Monocytes):
أما وظيفة الخلايا الأحادية هى قتل الجراثيم
مثل الدرن (Tuberculosis)، أى وظيفة الخلايا
المتعادلة والأحادية هى محاربة البكتريا
ومهاجمة أية أجسام غريبة تغزو الجسم بواسطة
إفراز إنزيمات هاضمة لها.
ج- الخلايا الليمفاوية
(Lymphocytes):
والخلايا الليمفاوية من وظائفها قتل الفيروسات
وتنظيم الجهاز المناعى ككل بجسم الإنسان، حيث
تتعرف الخلايا الليمفاوية على أية أجسام غريبة
تغزو أو تهاجم جسم الإنسان وتزيد من مقاومة
الجسم للعدوى.
وتنقسم الخلايا
الليمفاوية أيضاً إلى عدة أنواع:
أ- الخلايا الليمفاوية "بى" (B): وهى التى
تفرز أجسام مضادة ضد البكتريا والفيروسات.
ب- الخلايا الليمفاوية "تى" (T): والتى لها
دور فى التعرف على جميع الأجسام الغريبة على
الجسم.
ومن هنا نجد أن
كرات الدم البيضاء تلعب دوراً رئيسياً فى
محاربة العدوى، فالعدوى تتمكن من جسم الإنسان
وتحدث عندما يكون هناك القليل جداً من كرات
الدم البيضاء الطبيعية فى الجسم.
وحساب الخلايا
المتعادلة المطلقة هى الفيصل فى قياس معدلات
كرات الدم البيضاء التى ينبغى تواجدها فى جسم
الإنسان لمحاربة العدوى.
- ويتم الحساب الطريقة الآتية:
إذا كان عدد كرات الدم البيضاء عند الإنسان =
1000= 1.0 كيلو (الكيلو يعنى هنا الآلاف).
ونسبة الخلايا المتعادلة = 50%.
فإن حساب الخلايا المتعادلة المطلقة يكون
كالتالي= 50% من 1000 = 500
ولمزيد من التوضيح:
عند القيام بشراء غسالة:
إذا كان ثمن الغسالة = 1000 جنيهاً.
وكانت ضريبة المبيعات = 50%
فستكون الضريبة تساوى 50% من 1000 جنيهاً =
500 جنيهاً.
أى أن كل جنيهاً يكلفك 50 قرشاً، فكلما ارتفعت
كرات الدم البيضاء كلما ارتفعت الخلايا
المتعادلة المطلقة.
فعندما يصاب
الإنسان بنزلة برد أو أى نوع من أنواع العدوى
الأخرى تقل عدد الخلايا المتعادلة، وفى حالة
الإصابات الخطيرة تصل إلى أقل من (500) وفى
بعض الأحيان لأقل من (100).
المزيد عن نزلات البرد ..
تختلف عمر كرات الدم البيضاء حسب نوعها:
فالخلايا المتعادلة عمرها يصل إلى عدة ساعات،
أما الخلايا الليمفاوية فتبقى لسنوات طويلة أو
لبقية العمر.
الصفائح الدموية
هى الخلايا التى تتحكم فى عملية النزيف عندما
يتعرض الإنسان للجروح، حيث تتجمع الصفائح
الدموية مكان الإصابة مكونة كتلة لوقف النزيف.
ومخاطر النزيف تعتمد على نوع الإصابة وعمقها،
خطورة النزيف تزيد إذا كانت الصفائح الدموية
أقل من 10-20.000، كما أن المخاطر تتزايد مع
النزف إذا كان الإنسان يأخذ أسبرين (Aspirin)
أو (Motrin) أو أية عقاقير مضادة للالتهابات
.. لكن عقار (Tylenol) التيلينول ليس له تأثير
على الصفائح الدموية.
متوسط عمر الصفائح الدموية من 5-7 أيام.
- البلازما: يدخل فى محتواها بنسبة كبيرة
الماء (92%) ومركبات كيميائية متعددة مثل
البروتينات والهرمونات والفيتامينات والمعادن،
الدهون، السكريات.
الهيموجلوبين
- نخاع العظام (النخاع العظمى):
النخاع العظمى هو نسيج لين يوجد داخل جزء من
العظام يسمى "بالعظم الإسفنجى" مثل عظام:
الحوض والعمود الفقرى والأضلاع والصدر
والجمجمة وفى رءووس عظام الأذرع والأرجل،
ووظيفته إنتاج خلايا الدم، ويسمى أيضاً
بالنخاع الأحمر.
وتنشأ خلايا الدم فى نخاع العظام إما خلايا
بلاست "الأوليّات" (Blast cells) أو خلايا
المنشأ (Stem cells)، والأولى هى خلايا غير
ناضجة وهى بمثابة البذور للنخاع وعندما تنشأ
الحاجة تتحول هذه الخلايا إلى الشكل المكتمل
الطبيعى لها: خلايا دم حمراء وخلايا دم بيضاء
وصفائح دموية.
ومن أجل أن تعمل وظائف الجسم بكفاءة ينبغى آلا
تظل هذه الخلايا فى حالة انقسام أو تكاثر غير
طبيعى لأن هذا معناه قصور فى إنتاج الخلايا
الطبيعية الأخرى، وهذا ما يحدث مع سرطان الدم
(اللوكيميا).
يستغرق تكون
خلايا النخاع العظمى ما بين 10-14 يوماً.
الجهاز الليمفاوى
الجهاز الليمفاوى يشتمل على أوعية ليمفاوية
(شبيهة بالأوردة الدموية)، التى تتفرع ويمر
بها سائل يسمى السائل الليمفاوى وهو سائل ليس
له لون حيث يحمل الخلايا ومخلفاتها إلى جهاز
المناعة.
وتكون الأوعية الليمفاوية شبكة تتجمع فى غدد
صغيرة تسمى الغدد الليمفاوية فى أجزاء عديدة
من الجسم: الإبط، الرقبة، البطن، الطحال،
اللوز.
تعريف اللوكيميا (ابيضاض
الدم)
تتلازم كلمة "بلاست" مع حدوث اللوكيميا ويشار
بها إلى النمو الشاذ لخلايا الدم البيضاء، وهى
الخلايا الحديثة الولادة غير الناضجة وعند
حدوث اللوكيميا تبقى هذه الخلايا غير ناضجة
ويتوقف نموها عند حد معين بأحد أطوار نموها ثم
تزيد زيادة مفرطة فى الدورة الدموية (أى زيادة
هائلة فى أعدادها بطور نمو غير بالغ) وهذا ما
يُطلق عليه بـ "ابيضاض الدم" لطغيان كرات الدم
البيضاء فيه على باقى الخلايا الأخرى المكونة
للدم.
أسباب سرطان الدم (اللوكيميا)
الأسباب الكامنة وراء الإصابة بسرطان الدم غير
معلومة حتى الآن، لكن العلماء والباحثون يشكون
باحتمالية وجود عوامل متعددة: فيروسية، جينية،
بيئية، ومناعية والتى لها دخل فى الإصابة بهذا
"المرض القابل للشفاء".
أأ-
الأسباب الفيروسية:
بعض الفيروسات تسبب إصابة الحيوانات بسرطان
الدم، لكن مع البشر الفيروسات كإحدى مسببات
لهذا المرض تكون شيئاً نادراً ويكون نوعاً
واحداً فقط هو المسئول عن الإصابة .. وإذا كان
السبب الفعلى هو الفيروس فلا يكون سبباً
شائعاً أو مسبباً للعدوى حيث لا توجد حوادث
تقر بانتقال العدوى بين الأشخاص من الأصدقاء
.. بين أفراد العائلة الواحدة أو حتى لمقدمى
الرعاية الذين لهم اتصال مباشر أو عن قرب مع
مريض سرطان الدم.
ب- الأسباب الجينية:
توجد عائلات نادرة الذين وُلد لهم أشخاص بضمور
فى الكروموسومات، ويحملون جينات تنبؤ
باحتمالية ظهور سرطان الدم.
ج- الأسباب البيئية:
- العوامل البيئية مثل الجرعات العالية من
الإشعاعات، التعرض لمواد كيميائية سامة بعينها
قد تتصل بالإصابة بهذا المرض بشكل مباشر مثل
الناجين من انفجارات القنبلة الذرية، أو
العاملين فى مجال البنزين. التعرض غير المفرط
للأشعة السينية العادية مثل أشعة الصدر من
المعتقد أنها لا تكون ضارة.
- الأشخاص التى تعانى من قصوراً فى وظائف
الجهاز المناعى لديهم تزيد احتمالية التعرض
للسرطان لعدم مقدرة قيام أجسامهن بمهاجمة
الخلايا الغريبة.
- الأشخاص التى تُعالج من نوع آخر من
السرطانات بالعلاج الكيميائي و/أو التعرض
للعلاج بالإشعاعات بجرعات عالية قد تزيد لديهم
احتمالية الإصابة بسرطان الدم فيما بعد.
وهذه هى بعض
العوامل التى قد تساهم فى الإصابة بسرطان الدم
(اللوكيميا)، لكن مازالت هناك العديد من
الأسباب غير المعلومة لنا.
أعراض سرطان الدم (اللوكيميا)
1- العدوى المتكررة والأعراض الشبيهة
بالأنفلونزا مثل السخونة والارتعاش:
لأن خلايا الدم البيضاء الشاذة غير الطبيعية
تكون غير قادرة على مهاجمة العدوى.
2- ألم وتورم فى
أجزاء مختلفة من الجسم:
حيث تتكاثر الخلايا بشكل غير طبيعى وتنتشر فى
الجسم فى العقد الليمفاوية والأعضاء مثل الكبد
والطحال والمفاصل.
3- صداع، قىء،
عدم القدرة على التحكم فى العضلات، التشنجات
الصرعية:
هذه الأعراض تظهر عند تجمع الخلايا غير
الطبيعية فى الجهاز العصبى المركزى (المخ،
الحبل الشوكى).
4- الأنيميا
(فقر الدم):
تزايد عدد كرات الدم البيضاء فى نخاع العظام
تتداخل مع الإنتاج الطبيعى لكرات الدم الحمراء
والصفائح الدموية مما يؤدى إلى حدوث الأنيميا
(انخفاض هيموجلوبين الدم) وانخفاض الصفائح
الدموية التى تساعد على التجلط الدموى ووقف
النزيف فى حالة الجروح (Thrombocytopenia).
5- كما ترتبط
الأعراض بالنزيف غير الطبيعى أو سهولة النزف.
6- الشعور
بالإرهاق والتعب.
7- ظهور الكدمات
تحت الجلد.
8- سهولة نزف
اللثة أو تورمها.
9- الأعراض
الأخرى المحتملة مع سرطان الدم:
- فقدان الشهية.
- فقدان الوزن.
- ظهور بقع حمراء تحت الجلد.
- إفراز العرق الغزير وخاصة أثناء الليل.
10- مع بعض
أنواع اللوكيميا قد لا تظهر أية أعراض حيث أن
المرض يتطور ببطء، ولا يتم اكتشافه إلا
باختبار الدم. لا تظهر الأعراض على حوالى 1/5
المصابين بسرطان الدم.
11- غالبية
الأعراض السابقة قد تسببها بعض الأمراض
البسيطة، لكن مع طول مدة السخونة والتعرض
السهل للكدمات والإرهاق غير الطبيعى وفقدان
الوزن تُثار الشكوك مما يتطلب الأمر اللجوء
الفورى للطبيب وإجراء الفحوصات.
12- صعوبة النطق
وثقل اللسان.
13- آلام
العظام.
14- تضخم الكبد
والطحال.
15- تضخم الغدد
الليمفاوية الموجودة بجانبى الرقبة أو تحت
الإبطين (الغدد الواضحة لنا).
تشخيص سرطان الدم (اللوكيميا)
- فى البداية، بما أن أعراض سرطان الدم (اللوكيميا)
تتشابه مع أعراض لأمراض أخرى لابد وأن يتم
الفحص الجسدى للمريض عن وجود تورم بالكبد أو
الطحال، أو فى العقد الليمفاوية تحت الإبط أو
فى الفخذ والرقبة .. وهذه هى
الخطوة الأولية فى التشخيص.
- الخطوة الثانية،
يعتمد تشخيص الإصابة بسرطان الدم من عدمه
باختبارات الدم ونخاع العظام، ويوجد نوعان من
الاختبارات:
أ- اختبار عينة النخاع
العظمى (Bone marrow biopsy):
فى هذا الاختبار يتم أخذ عينة صغيرة من
العظام، وقد تكون هذه العينة مؤلمة عند أخذها
فقط.
ب- سحب سائل النخاع
العظمى (Bone marrow aspiration):
فى هذا الاختبار يتم تنميل المكان الذى سيتم
إدخال الإبرة فيه بالبنج الموضعى، وخلال سحب
النخاع أو الدم يتم أخذ عينة من خلايا نخاع
العظام من عظمة الحوض بواسطة هذه الإبرة، يشعر
الكثير بوجود ضغط أثناء إدخال الإبرة وألم
لبضع ثوانٍ عند سحب سائل النخاع العظمى.
- الخطوة الثالثة،
يتم إجراء المزيد من الاختبارات (فى حالة ثبوت
إصابة الشخص بسرطان الدم) لمعرفة مدى انتشاره
فى الخلايا الأخرى:
أ- (Spinal trap):
حيث يتم أخذ عينة من السائل الذى يملاْ
الفراغات فى وحول المخ والحبل الشوكى للتأكد
من وجود خلايا اللوكيميا. يضع الطبيب إبرة فى
تجويف فقرات العمود الفقرى فى الجزء السفلى من
الظهر (تحت مستوى الحبل الشوكى) لسحب السائل.
ب- أشعة إكس (الأشعة السينية)، الموجات فوق
الصوتية، الأشعة المقطعية، الرنين المغناطيسى:
هذه الأنواع من الأشعة تستخدم لعمل صور
للأعضاء مثل الكبد والطحال العقد الليمفاوية
أو لأى بناء داخل الجسم. وتحدد هذه الفحوصات
مدى وصول سرطان الدم لهذه الأعضاء وما مدى
انتشاره فيها.
ج- (Excisional lymph node biopsy):
يقوم الجراح بإزالة العقدة الليمفاوية بأكملها
أو العقد لاكتشاف السرطان.
وكل هذه الاختبارات تحدد نوع السرطان ومدى
انتشاره فى أعضاء الجسم وبالتالى تحديد نوع
العلاج الملائم.
أنواع سرطان الدم (اللوكيميا)
يوجد نوعان من اللوكيميا: لوكيميا حادة،
ولوكيميا مزمنة.
وهذا التصنيف قائم على تكاثرها وتطورها:
فسرطان الدم الحاد هو الذى تكون فيه الخلايا
غير قادرة على النضج لكنها تتكاثر بسرعة
فائقة. أما المزمن فيمكن للخلايا أن تنضج فيه
ولكن ليس بالشكل الطبيعى لها أيضاً ولا تقوم
بأداء وظائفها الطبيعية، وبالرغم من تكاثرها
إلا أن المشكلة لا تكمن فى التكاثر وإنما فى
بقاء هذه الخلايا لفترة أطول عن تلك التى
تعيشها الخلايا الطبيعية مما يؤدى إلى وجود
أعداد كبيرة من الخلايا الناضجة وبالتالى عدم
قدرة النخاع على إنتاج الخلايا الطبيعية ..
وهنا تحدث التطورات ببطء وبالتالى تعتبر
اللوكيميا المزمنة أقل خطورة من الحادة.
أنواع اللوكيميا المزمنة
توجد أنواع عديدة لسرطان الدم، وتُحدد الأنواع
حسب سرعة حدوث التغيرات غير الطبيعية فى
الخلية، وعلى نوع الخلية الدموية المتأثرة
بالإصابة .. ويصيب سرطان الدم البالغين وصغار
السن وكلا النوعين من الذكور والإناث.
أ- سرطان الدم النخاعى
المزمن
(Chronic mylelogenous leukemia/CML)
يسوء تدريجياً، حيث يكون هناك تواجد للخلايا
غير الطبيعية لكنها أكثر نضجاً عن تلك
الموجودة فى النوع الحاد. وتقوم على الأقل
بتنفيذ بعضاً من وظائفها لكنها لا تحارب
العدوى مثل كرات الدم البيضاء الطبيعية. كما
أنها تعيش لفترة أطول من خلايا الدم البيضاء
الطبيعية مما يؤدى إلى تراكم وازدياد غير
طبيعى فى أعدادها .. لكنه من الممكن أن تتحول
إلى النوع الحاد.
نادرة الحدوث بين الأطفال.
ب- سرطان الدم
الليمفاوى المزمن
(Chronic lymphocyctic leukemia /CLL)
نادر الحدوث للأشخاص فوق سن الأربعين ولا تظهر
أعراض له فى مراحله المبكرة. وهناك بعض
الدراسات التى تشير بوجود علاقة بالتاريخ
الوراثى من أقارب الدرجة الأولى للإصابة بهذا
المرض.
أنواع
اللوكيميا الحادة
أ- سرطان الدم النخاعى
الحاد
(Acute myeloid leukemia/AML)
يتطور سريعاً، حيث تتكاثر خلايا الدم غير
الطبيعية بسرعة هائلة والتى تسمى "بلاست"
الأوليّات. يظهر سرطان الدم (اللوكيميا)
النخاعى الحاد عند الأشخاص فوق سن 25 عاماً،
إلا أن إصابة الأطفال والمراهقين قائمة ولكن
بشكل نادر.
ب- سرطان الدم
الليمفاوى الحاد
(Acute lymphocytic leukemia/ALL)
اللوكيميا الليمفاوية الحادة يصاب بها الذكور
أكثر من الإناث، وشائعة الحدوث بين الأطفال ما
بين أعوام 2-8 أعوام ونسبة الشفاء تصل إلى
90%.
هناك نوع آخر أقل فى الشيوع ويسمى :
"بلوكيميا الخلية
الشعرية"
(Hairy cell leukemia)
وهى حالة مزمنة والتى تتطور فيها الخلايا
الليمفاوية وتأخذ شكل الشعر الدقيق.
سرطان
الدم بالإحصائيات
إصابة الكبار البالغين تفوق عشر مرات إصابة
الأطفال بسرطان الدم، ومتوسط الأعمار للإصابة
بالأنواع المختلفة منها:
70 عاماً لسرطان الدم الليمفاوى المزمن،
50 عاماً لسرطان الدم النخاعى المزمن.
واللوكيميا الشعرية تتراوح الإصابات بين
الأعمار 50-60 عاماً.
وحوالى نسبة 2% من الإصابات المزمنة لسرطان
الدم تكون للأطفال.
اللوكيميا الحادة تؤثر على الكبار والأطفال،
عن المتوسط العمرى للكبار الذين تظهر لديهم
حالات اللوكيميا النخاعية الحادة 65 عاماً،
أما اللوكيميا الليمفاوية الحادة أكبر من 70
عاماً. اللوكيميا الليمفاوية الحادة شائعة
الحدوث بين الأطفال الصغار دون 10 سنوات.
أنواع علاج سرطان الدم
(اللوكيميا)
يمكن الشفاء من حالات سرطان الدم لذا يُطلق
عليه "السرطان القابل للشفاء".
وعن علاج سرطان الدم بنوعيه، بمجرد الانتهاء
من تشخيص هذين النوعين يبدأ الأطباء بالعلاج
الفورى لأنهما يتطوران بسرعة كبيرة ولكن يمكن
الشفاء منهما.
وعن علاج الأطفال المصابون بسرطان الدم
الليمفاوى الحاد يمكن علاجهم بنسبة نجاح تصل
إلى 75% على الرغم من اعتباره مرضاً غير قابل
للشفاء فى العقود القليلة الماضية إلا أنه
أصبح العكس الآن.
أما الأشخاص المريضة بالنوعين المزمنين من
سرطان الدم، فقد لا تتطلب حالاتهم العلاج
الفورى بل يظلون لأعوام بدون علاج طالما أنه
لا تظهر أعراض عليهم. حيث يتم الاكتشاف لهذا
النوع المزمن من السرطان باختبارات الدم
الروتينية، ويقوم الطبيب بالملاحظة للمريض حتى
يتم الاحتياج للعلاج. وهذا النوع المزمن غير
قابل للشفاء ولكن يمكن السيطرة عليه.
أنواع العلاج
- العلاج الكيميائى:
يقوم المريض بأخذ نوع واحد أو أكثر من
العقاقير المضادة لمرض السرطان عن طريق الفم
أو الوريد من خلال أنبوب. ويتم إعطاء العلاج
الكيميائى على دورات: فترة علاج تعقبها فترة
استشفاء وهكذا. يدخل العقار فى مجرى الدم
ويدمر خلايا اللوكيميا فى الجسم، على الرغم من
أنه لا يستطيع الوصول إلى المخ والحبل الشوكى
وذلك لوجود الشبكة الحمائية من الأوعية
الدموية حولهما لإبعاد أية مواد غريبة من أن
تخترق الجهاز العصبى المركزى. فى بعض الحالات
يحتاج الطبيب إلى حقن العقار مباشرة فى السائل
الذى يحيط بالمخ والحبل الشوكى.
- العلاج بالإشعاع:
يتم استخدام جهاز خاص يقوم بإرسال أشعة ذات
طاقة عالية تدمر الخلايا السرطانية وتوقف
نموها. وقد توجه هذه الإشعاعات إلى الجسم
بأكمله أو أن يتم تركيزها على الأماكن
المتجمعة فيها الخلايا السرطانية.
- زرع النخاع العظمى:
فى العديد من حالات اللوكيميا الحادة والمزمنة
يقوم الأطباء بإعطاء المريض جرعات كبيرة من
العلاج الكيميائي والإشعاع لتدمير نخاع العظام
بأكمله عند المريض. وبما أنها لا تقوم
بوظائفها على ما يرام، فالمريض يكون بحاجة إلى
نخاع سليم من شخص آخر مانح له بحيث تكون
أنسجته متوافقة معه ومن
الأفضل إذا كان هناك توأم لهذا المريض
أو هناك صلة قرابة.
بل ويمكن زراعة النخاع المعالج من الشخص
المريض نفسه (الزراعة الذاتية) الذى يتم أخذه
مبكراً ومعالجته بطريقة خاصة للتخلص من
احتمالية وجود أية خلايا سرطانية به ثم ينقل
النخاع السليم إلى دم المريض عن طريق الوريد
ليحل محل الخلايا المريضة.
المريض الذى يُزرع له النخاع يلازم المستشفى
عدة أسابيع، واحتمالية انتقال العدوى لديه
قائمة بدرجة كبيرة حتى يبدأ النخاع الجديد فى
إنتاج الكم الكافي من كرات الدم البيضاء التى
تعمل على حماية الجسم.
- العلاج البيولوجى:
هذا نوع جديد من العلاج (العلاج الحيوى أو
البيولوجى)، والتى تستخدم فيه مواد تساعد
الجهاز المناعى على علاج السرطان أو الآثار
الجانبية للعلاج الكيميائى.
جسم الإنسان يفرز بشكل طبيعى "الإنتروفين" و"الإنترلوكين"
لتقوية الجهاز المناعى لمحاربة البكتريا
والفيروسات وأية أجسام أخرى تغزو الجسم. وهذه
المواد وغيرها من المواد الأخرى يتم إنتاجها
كأدوية لعلاج مرض السرطان.
الفاكسينات ما هى إلا أدوية لمنع الإصابة
بالأمراض المتسببة فيها البكتريا، والفيروسات
والكائنات الحية الدقيقة الأخرى. يتم إعطاء
الشخص الفاكسين قبل التعرض للفيروس ... الخ
ليدرب الجهاز المناعى على معرفة العوامل
المسببة للأمراض. والفاكسينات هى نوع من
العلاج البيولوجى لبعض أنواع السرطانات مثل
(Renal cancer) سرطان الكلى.
وأصبح هذا النوع العلاجى جزء فى محاربة مرض
السرطان بعد تشخيصه، كما يمنع معاودة مهاجمته
لجسم الإنسان مرة أخرى.
تم اكتشاف بروتين (PR1) لى سطح خلايا السرطان
النخاعى الحاد والمزمن، والذى يظل مختفياً
وبعيداً عن نظر الجهاز المناعى فى خلايا الدم
البيضاء الطبيعية. والفاكسين المعملى تم
تخليقه من هذا البروتين أو يحفز على إصدار
استجابة مناعية فعالة وأجسام مضادة لقتل
الخلايا السرطانية لمدة أربعة أشهر (استمرار
فاعلية الفاكسين).
أنواع أخرى حديثة من
العلاج
أ- فى عام 2001، اعتمدت "هيئة الأغذية
والعقاقير الأمريكية" عقار يؤخذ عن طريق الفم
يسمى بـ “Gleevec” لبعض أنواع مميتة من
اللوكيميا والنادرة أيضاً، ويعتبر هذا الدواء
طفرة ومخصص للوكيميا النخاع المزمنة حيث يدمر
الخلايا السرطانية فقط ولا يأذى الخلايا
السليمة. فهو يوقف عمل البروتين الذى يتسبب فى
نمو الخلايا السرطانية.
ومن الآثار الجانبية لهذا العقار غير حادة
متمثلة فى الغثيان، بعض اضطرابات البطن والطفح
الجلدى.
وهناك أمل بأن يعالج هذا الدواء أنواع
السرطانات الأخرى مثل سرطان الأمعاء والمخ
والرئة.
لكن عن تأثيره على المدى الطويل غير معروفة
نتائجه حتى الآن.
ب- (Apheresis
for stem cell transplant):
هذه تكنولوجيا حديثة، ويتم فيها فصل خلايا
المنشأ لنخاع العظام.
قبل البدء فى العلاج الكيميائى أو البيولوجى
لسرطان الدم، يتم إعطاء المريض دواء يحفز على
إنتاج العديد من خلايا المنشأ على مدار بضعة
أيام.
وبمجرد جمع عدد كافٍ من هذه الخلايا يخضع
المريض لإجراء الفصل لمدة تستمر من 3-4 ساعات
حيث يمر الدم بجهاز ثم يتم إعادته إلى الجسم.
وهذه الخلايا التى تم تجميعها فى هذه العملية
يتم إرجاعها عن طريق الوريد وتخدم كخلايا
للنخاع العظمى جديدة لزراعتها.
|