علم النفس
بين الحقيقة والوهم |
|
فرويد " طبيب أمراض عصبيّة ونفسية
سيجموند
جاكوب فرويد
(1856-1939)م
من والدين يهوديين ولد في تشوكوسلوفاكيا؛ثم رحلت أسرته
إلى ألمانيا؛ثم إلى فيينا عاصمة ألنمسا حيث قضى معظم
حياته؛وبعدها أصيب بسرطان في وجهه مما دفعه للسفر إلى
بريطانيا؛التي توفي فيها عام
1939
يعد مؤسس ورئيس مدرسة التحليل النفسي؛العلاج
بالكلام!بأن يتحدث المريض عن كل ما يضايقه؛وأحياناً
كثيرة يتذكر المريض ما يخيفه ويزعجه ويزول الخوف؛وقد
أخطأ فرويد لما ظن أن المريض يعالج نفسه بنفسه؛دون
حاجة لإرشاد الآخرين!!!
·
يرى أن كل تصرفات البشر وسلوكهم قائمة على للغريزة
الجنسية فحسب؛ومن هنا دعا للاباحة الجنسية؛ونبذ الدين
لأنه من الأمراض النفسية!!!وهو بقيوده يؤدي إلى الكبت
والحرمان والأمراض النفسية!
·
أصل الإنسان متطور من سمكة- وحش- قرد- إنسان؛ولذا ما
يراه النائم من عنف وخوف ناتج عن الطبع الحيواني
المتوحش الذي كان فيه فيما سبق؛وقد تخزّنت صورته في
الذاكرة.
·
الانسان مكون من وجدان(ما يجده ويشعر به)؛وعقل
باطن(الباقي في روحنا من آثار الغاب والوحشية!)وبين
هذا وذاك يتدافع الانسان!فإذا سيطر الوجدان شعر
الانسان بالسعادة والارتياح؛اما إذا سيطر العقل الباطن
فيشعر الانسان بالحزن والتعاسة والتوحش.
·
يقول الابن يختار زوجته من طراز أمه في العين والملامح
وقسمات الوجه!أقول هنا فرويد يتكلم عن نفسه حيث جعل
نفسه الأصل الذي يقاس عليه كل البشر؛وقد نسي أنه أحب
أكثر من واحدة ولم يكن كلهن شبيهات بامه التي أحبها
بعمق دون والده؛لتشجيعها له في دراسته وأبحاثه(منطق
المصلحة الضيق).
·
يقول ينظر المرء إلى رؤسائه نظرته إلى والده
العدائي!الذي حال في الطفولة بين الطفل وامه!!!
·
يختار الانسان البيت والسيارة التي تلائم ذوق
زوجته!ويأكل الطعام ليتقوى على الجنس مع زوجته!!!
·
أسلافنا القردة عاشوا على الأشجار؛ولذا خافوا على
اولادهم السقوط عنها!وهذا الخوف ورثه أطفالنا!وحين
يشعرون بالخوف في النوم من السقوط فذاك عائد للعقل
الباطن الوحشي الذي كان عليه الإنسان.
·
من رأى نفسه تطير في الهواء فهذا ناتج عن المرحلة
الحيوانية التي كان عليها(مرحلة الطيران).
·
من رأى نفسه تسبح في الماء؛فلمرحلة وبقايا السمكة التي
كان عليها؛
·
الطفل يرضع من امه بالشهوة الجنسية!!!وهو يريد ممارسة
الجنس مع امه!!!ولكن والده يخيفه ويردعه عن رغبته
فيظطر لإخفائها وكبتها!ونريته في عدد مرات ممارسة
الطفل للاستمناء لم يقل بها من قبله انس ولا جن!!!
·
سافر إلى فرنسا – باريس؛ودرس قرابة سنة التنويم
المغناطيسي على يد طبيب الأعصاب شاركوت؛ثم عاد إلى
فينّا؛وتعاون مع الطبيب:جوزيف بروير في العلاج
بالتنويم المغناطيسي!!!والحق أنه لا يوجد شيء يسمى
التنويم المغناطيسي؛وليس لهذا الكذب أصل علمي طبي يقوم
عليه!وهو نوع من التعامل مع الجن مقابل تفنن الانسان
في الكفر بخالقه؛يقوم الجني بالدخول إلى داخل الشخص ثم
يصعد إلى دماغه ويبدأ يتعمل مبادئ الطب في تحريك
الضحية حسب طلب ورغبة الساحر!!!
·
صاحب تيودور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية وأهداه احد
كتبه؛وتعاونا معاً لخدمة الصهيونية.
·
عاش في أسرة يهودية ترى أهمية طاعة المرأة لزوجها ولين
جانبها؛وكانت علاقته بأمه قوية دون بقية أفراد العائلة
حيث كان له ستة من الإخوة والأخوات؛وأحب أول فتاة سكن
مع أهلها وعمرها خمسة عشر سنة وعمره سبعة عشر
سنة؛وسرعان ما افترقا بعد ستة أشهر؛ثم أحب زوجته التي
عاش معها؛ وعمره ستة وعشرين سنة؛واسمها مارتا.
·
لوحظ أن كثيراً من المحللين النفسانيين الذين عملوا مع
وعلى مقربة من فرويد قد انتحروا بعضهم خفقاً
بالغاز؛وبعضهم بغيره؛ومنهم:صديقته البولونية التي
انتحرت بالغاز عام 1934؛وكارين ستيفن- وتاتيانا
روزنتال- وكارل شروتر- وماكس كاهان- ومارت بك- ويوهان
كونيقر- وغيرهم!!!
·
بحث غالباً في نفس الأنثى ثلاثين سنة! وكتب يوماً
لزوجته رغم كل أبحاثي الطويلة لم أستطع الإجابة على
سؤال: ماذا تريد المرأة.
·
لم يكن يشعر أن زوجته طيّيعة له بما فيه الكفاية!!
·
عام 1896؛جاءت أخت زوجته مينا التي توفي زوجها لتعيش
مع فرويد وأسرته وأطفاله؛وهي أكثر ثقافة من زوجته؛ولذا
كان يناقشها أكثر من زوجته ويلعب معها الورق؛وبقيت
عندهم حتى توفيت عام1941؛وهذا ما دفع فرويد أن يعيش
منفصم الشخصيّة:يصرف طاقته الجنسية لزوجته مارتا؛في
حين يصرف أشواقه الروحية والنقاشات العلمية إلى أختها
مينا؛ولوحظ أن اهتماماته العلمية كانت أقوى من ميوله
الجنسية؛رغم أنه من دعاة الإباحية!!
·
في مرحلة الشباب لم يتعلق قلبه بحب كثرة النساء
حوله؛أما في مرحلة الكهولة والمرض فقد أحيط بسربٍ
منهن!!!
·
ومن أعز صديقاته الغريبات:روث ماك بروتشفيك
الأمريكية؛التي عملت كوسيط بين أبحاث ودراسات فرويد
والأمريكيين المهتمين بالتحليل النفسي؛كما أحضرت
لفرويد أغنياء امريكيين الذين يبحثون عن التحليل
النفسي(العلاج)؛وكان لها عدة أبحاث نفسية قيمة إلا
أنها كانت مريضة!!اكتشف الأطباء في دمها مادة الزرنيخ
السامّة؛ولم يحددوا سبب التسمم!!كما كانت تستخدم
المورفين بكثرة للتغلب على آلامها الشديدة الفظيعة!!
·
أصغر بناته آنا كرست حياتها لخدمة أبحاث والدها؛وقد
طلبها عدة تلاميذ لوالدها للزواج فرفضت,وكانت على ثقة
بنفسها ترتدي الملابس الفضفاضة المتواضعة وترفض
الاهتمام بشكلها الخارجي كعادة النساء .
·
ومما يدل على تناقض فرويد حتى في الحكم على أمهر
تلاميذه:أن الشهيره لواندياس سالومي قد انضمت يوماً
لمريدي تعلم التحليل النفسي على يد فرويد؛ولم تستطع أن
تستحوذ على فرويد لنفسها! فحظيت بأبرع تلاميذه:فكتور
توسك؛وسرعان ما ساءت حاله فانتحر وكتب فرويد بنفسه
نعيه الرسمي!!! وقال عنه هذا رجل ذو أهمية خلف وراءه
ذكرى عطرة في تاريخ التحليل النفسيّ؛وفي رسالة أخرى
لزوجته ذمّه واعتبر خبر وفاته ساراً؛وقال لا نفع يرتجى
منه؛وهو يشكل خطراً على مستقبل التحليل النفسي!!!
·
الأديان: أمراض نفسيّة والحقائق الدينية لا دليل
عليها(هو من دعاة تحطيم كل الأديان ليسهل على
أتباعه....قيادة العالم المتحلل من كل دين وفضيلة
وخلق).
·
يمكن اعتبار العري والحرية الجنسية بلا قيود ولا ضوابط
ثمرة نكدة لجهوده وأبحاثه وتوجهاته؛والعالم كله اليوم
طلق الدين نهائياً ومع ذلك لم يصبح أكثر سعادة وأقل
عقداً وأمراضاً نفسية بل على العكس من ذلك تماماً؛وهذا
أعظم دليل على فشل نظريته وأفكاره؛وإن أصاب في كثير
منها كذلك.
·
كما إن العالم أجمع اليوم بما في ذلك مكة والمدينة-
على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم-قد جعل خريجي
كليات التربية؛الذين تربوا على أيدي الملحدين والعلماء
النفسانيين الذين ما عرفوا بعد أسرار النفس الإنسانية:
هم الذين يتولوا تربية كل النشأ وتوجيهه ذكوراً
وإناثاً؛ولعمري إن هذا من أعظم البلاء بعد جريمة تغييب
الحكم بما أنزل الله من كل الكرة الأرضية وإحلال
العلمانية مكانها(فصل الدين عن الدولة)حتى غدت حتى
بلدية أبو مازن في فلسطين تدين بالعلمانية؛وكذا
السعودية وغيرها من البلاد العربية للأسف الشديد!!!
·
يرى فرويد أن كل ما يراه النائم جزء مما خزنه العقل
الباطن فيما سبق؛الحق ما بينه النبي (ص) من أن ما يراه
النائم ثلاثة أقسام: عبث الشيطان بابن آدم؛وهذا جل ما
يراه النائم! ومعاناته في النهار حيث يخزن العقل
الباطن ذلك فيسترجعه في النوم؛وهذا القسم فقط الذي
عرفه فرويد؛والرؤيا الصالحة التي تغادر فيها الروح
الجسد؛وترى من الغيب ما يشاء الله؛انذاراً أو تنبيهاً
لصاحبها حسب حاله وواقع حياته.
·
عاش لحظات الحرب بين النمسا وألمانيا؛وكان يحلم أن
يعمل جندياً يحقق النصر لبلاده على الألمان؛خاصة أن
والده كان يأخذه ليرى قطارات الجنود العائدة من
المعركة مليئة بالجرحى؛ثم ينقلون بعربات إلى
المستشفيات وبهم من الألم ما بهم!!!ولذا اهتم بمعاناة
الاخرين وركز دراساته على كيفية عمل العقل البشري.
·
عمل طبيباً للأمراض العصبيةوالنفسية؛وكان جل مراجعيه
من النساء! الأكثر تعرضاً للانفعالات النفسية
والعاطفية؛والقلق والخوف.
·
أخذ فرويد فكرة
العلاج النفسي بالكلام(المريض يتكلم بكل ما
أصابه ويعالج نفسه بنفسه)أو ما يسمى
بالتحليل النفسي من صديق له يعمل كطبيب نفسي
كذلك؛حيث قال له؛لقد عالجت احدى المريضات بأن جعلتها
تتحدث عن كل ما أصابها منذ الطفولة حتى اليوم فتحسنت
من مرضها!!! فأخذ فرويد النتيجة وتوسع في دراستها ثم
عممها على جميع المرضى النفسيين؛وهذا خطأ فادح من
فرويد!!فالأمراض النفسية متنوعة ومختلفة؛وغالباً يحتاج
المريض إلى ارشادات الطبيب ونصائحه وتوجيهاته؛ولا
يستطيع معاجة نفسه بنفسه كما إن قسماً كبيراً من
المرضى النفسانيين سبب مرضهم دخول وسكنى الجن داخل نفس
المريض؛ومحادثتهم للمريض ورؤية المريض لهم متشكلين
بصور مختلفةك كلاب – قطط- خنازير- أفاعي...مظلمة تتحرك
بشكل مرعب؛وأحياناً يطلبون من الانسي الايذاء لنفسه أو
غيره! بحيث لا يهدأ إلا بعد رؤية الدماء تسيل.....أو
بعد القتل !وهذا الصنف لا يعرف أطباء النفس عنه شيئاً
لأنهم لم يدرسوه ولا شاهدوه!ولا يعالج هذا النوع إلا
بمعرفة سبب دخول الجني المسبب للصرع غالباً للجسد (
العشق- السحر- الإنتقام- العبث)وبعدها إما أن يختار
الجني الاذعان والخروج بالقرآن؛أو يحرق داخل الجسد إن
رفض الخروج؛وهذا العلاج أمر خطر غالباً ما يدفع
المعالج ثمنه باهظاً من زوجته وأولاده؛والله خير
حافظاً وهو أرحم الراحمين؛وقد اشتهر به عيسى عليه
السلام في عشرات الأماكن كما في كل الأناجيل اليوم.
·
قسم فرويد النفس البشرية إل ثلاثة أقسام:
1-
النفس ذات الشهوة- النفس الدنيا:
ID
2-
الذات الشعورية أو الحسية(العقل) :
EGO
3-
الذات المثالية(الضمير) :Super-EGO
·
للأسف الشديد كانت كتابات علماء المسلمين في النفس
البشرية التي خلقها ربُّ البرية ضحلة وضعيفة؛رغم
أن الله تعالى قد أرشد المسلمين جميعاً إلى أسرار
النفس البشرية قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام؛ولعل
مرد هذا الخلل الخطر إلى: أن علماء المسلمين منذ
اكثر من تسعين سنة قد حرموا الدولة الإسلامية التي
ترعى النفس الإنسانية على العموم؛كما ترعى النفس
الحيوانية...ولذا لم يعطو الفرصة ليؤلفوا في مجال
علم النفس من الناحية الإسلامية؛ولم يكن لهم دافع
الحاجة(الحاجة أم الاختراع) فلو علموا أن ما
سيؤلفونه سيدرس لكل مسلم في رياض الأطفال والمدارس
المختلفة والجامعات والمؤسسات والشركات و ...
لأبدعوا في التأليف؛خاصة أن التأليف العلمي يحتاج
تجارب وأموال ضخمة وتفرغ علمي وبيئة علمية دونها
خرط القتاد!!!وقريباً من هذا تخلف المسلمين اليوم
في مجال الاعلام بمختلف أوانه؛ورغم اقراري بتعدد
ما انتج اسلامياً من قبل أصحاب القلوب الطاهرة إلا
أن ذلك لا زال جهود اطفال اصغر من صغار مقارنة بما
يملكه الباطل اعلامياً على مستوى
العالَمْ؛والعالمُ المسلمُ عموماً اليوم لا يجد
قوت يومه إن لم يسبح بحمد السلطانِ الظالم! فأنا
له ان يجد كل هذه الأموال الضخمة لهذه الأعمال
العظيمة؛وجل المحسنين لم يخطر ببالهم أن يتبرعوا
لعالم ينوي التخصص في هذا الميدان؛وأسأل الله أن
يتحقق هذا قريباً على أيدي أناس مؤمنين واعين
بحاجة المسلمين...آمين.
وأنا سأحاول بدقائق يسيرة أن أضع معالم عامة ومبسطة
لنظرة القرآن الكريم فحسب للنفس البشرية؛جعلتها اليوم
معالم خطبة جمعة وقد حضرتها في اقل من نصف ساعة!!فهي
غير ناضجة بعد؛وحبذا أن يضيف عليها ويصححها أهل
الإختصاص من المسلمين.
·
لعل الدكتور محمد قطب في كتابه: (دراسات اسلامية في
النفس البشرية) من اوائل العلماء المسلمين الذين الفوا
كتاباً كبيراً متخصصاً في النفس الإنسانية من وجهة
النظر الإسلامية؛ولا زال هذا الكتاب بدايات متواضعة
تحتاج لمزيد من التأصيل والتفصيل والبيان؛لكنه فتح
بكتابه باباً ظل موصداً دهراً طويلاً؛فجزاه الله كل
خير؛وأنصح كل أخ وأخت باقتنائه لنفعه وقلة ما كتب
اسلامياً في هذا الميدان الرحب.
·
يركز المنهج القرآني على ربط النفس الإنسانية بخالقها
ورازقها ومالكها؛المبين لها مسير حياتها على خير نسق
ومنوال؛كما يربطها باليوم الآخر الذي هو أعظم دافع
لاستقامتها على منهج الله القويم: ((وجاءت كل نفس معها
سائق وشهيد)) (( يا أيها الذين امنوا اتقوا الله
والتنظر نفس ما قدمت لغدٍ واتقوا الله إن الله خبير
بما تعملون)) ((كل نفس بما كسبت رهينة)) ((ثم توفى كل
نفس ما كسبت وهم لا يظلمون)) ((ونضع الموازين القسط
ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً وإن كان مثقال حبة من
خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين))
·
كل نفس انسانية معها ابتداءً: ملكان يسجلان الحسنات
والسيئات؛وآخران لحفظه من عبث شرار الجن وفساقهم؛وقرين
جني يزين له فعل المحرمات وترك الطاعات!وبه يلتقي
قيادات الشياطين لتبادل الخطط وعرض آخر التقارير!حتى
إذا مات على التوحيد عنف إبليس(القائد الأعلى للقوات
الشيطانية الجنية)كل قواده الذين تعاقبوا على هذه
النفس الإنسانية...وفشلوا في مهمتهم حتى ماتت على
التوحيد!
·
النفس البشرية مكونة من عنصرين مختلفين: واحد علوي
طاهر وآخر سفلي خسيس لا قيمة له؛من روح الله؛ومن طين
الأرض؛فإذا اتجه نحو الأول بعمله الصالح صار خيراً عند
الله من الملائكة المقربين؛الذين لا يملكون أن يعصوا
الله أصلاً؛أما هذا الطائع لله فمع قدرته على المعصية
اختار مولاه وطاعته؛وإذا اتجه نحو العنصر الآخر
الأرضيّ صار قريباً من الشيطان في معاصيه؛وهو مخلوق
كذلك من نار الأرض السفلية؛وأحياناً ينتقل المرء من
الطاعة إلى الردة فالنار! ومن المعصية بكل صورها إلى
التوبة فالجنة! ((...والذي نفس محمدٍ بيده غن احدكم
ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا
ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها!
وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى لا يكون بينه
وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل
الجنة فيدخلها)) نسأل الله التثبيت في الحياة الدنيا
وفي الآخرة.
·
يجتمع في النفس الواحدة المقدرة على أسمى صور الخير
وأخس درجات الشر!!!فيأتي الدين-الذي سماه فرويد مرضاً
نفسياً- لينمّي نوازع الخير ويكبح دوافع الشر في النفس
البشرية؛وبغير هذا الدين السماوي يعود الناس للجاهلية
في كل صورها من جديد!
((ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها))
·
طمأن القرآن كل نفس انسانية على أهم نقاط الخوف والقلق
والصراع...: الرزق والحياة؛فكان ذلك من اهم عوامل
استقرارها واستقامتها ((وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن
الله كتاباً مؤجلاً)) (( وفي السماء رزقكم وما توعدون
فورب السماء والأرض إنه لحق مثلما أنكم تنطقون)).
·
الموت نهاية كل نفس انسية أو جنية؛وهو قاهر كل
نفس؛فلتحسن العمل وتبتعد عن الشرور والموبقات؛ولتكن
عامل بناء لا هدم...(( كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون
أجوركم يوم القيامة)).
·
الله تعالى اقتضت حكمته أن يخلق الأنفس جميعاً من نفس
واحدة(آدم) عليه السلام؛ليكون ذلك عامل وحدة ورافة
وتعاون بين بني البشر جميعاً؛فهم من أب واحد؛وأسرة
واحدة في الأصل؛فلم التنازع والشقاق والقتال؟ ((خلقكم
من نفس واحدة ثمَّ جعل منها زوجها)) ((يا أيها الذين
آمنوا اتقوا الله الذي خلقكم من نفسٍ واحدة)) ((هو
الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها)) ((هو الذي
أنشأكم من نفس واحدة))
·
رفع الله قيمة هذه النفس البشرية أياً كان دينها أو
لونها...وعصم دمها ومالها وعرضها...بغير حق؛((...وأنه
من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل
الناس جميعاً!!!ومن أحياها فكأنما احيا الناس
جميعاً!!!))ولا يوجد مبدأ أو فكر أو قانون في الأرض
اليوم يرفع كلَ نفسٍ إلى هذا المستوى العالي!
·
كل ما تكسبه وتختاره هذه النفس ستحاسب عليه؛فلتختر
الخير ةتتجنب الشر؛((ولا تكسب كل نفس إلا عليها)) ((كل
نفس بما كسبت رهينة))
·
النفس تعلم الماضي القريب والحاضر؛وأما الغيب فمما خفي
عليها؛ولا ينبغي أن تخوض فيه؛وأقرب الغيب ما في
غدٍ(السبت)فهذا مما لا يعلمه إلا الله؛حتى الملائكة
الموكلة بالقدر لا تعلم ما في غدٍ إلا عند الفجر
الباكر من الله تعالى ((وما تدري نفس ما تكسب
غداً))لقمان 34,وفي الحديث: (مفاتيح الغيب خمس لا
يعلمهن إلا الله:...ولا يعلم ما في غدٍ إلا الله)
·
النفس البشرية أنواع بحسب عناية صاحبها بها:
1-
النفس المطمئنة لحسن عملها وتوكلها على بارئها؛ونسأل
الله أن نكون من هذا الصنف(( يا أبتها النفس المطمئنة
ارجعي إلى ربك راضية مرضية))
2-
وعلى النقيض من الولى النفس الأمارة بالسوء؛تلتقي مع
شيطان الجن بهذه الأوامر بتالتقدم نحو المعصية وكأنها
مغنم عظيم وصيد وفير...!!!((وما أبرئ نفسي إن النفس
لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي))
3-
وبينهما النفس اللوامة؛لدى عموم المسلمين؛كلما فعل
صاحبها معصية لامته ونبهته إلى حرمة ما قام به قبل أن
يقوم به!!!((ولا أقسم بالنفس اللوامة)) وفي الحديث
الذي يبين أن كل مسلم لديه ميزان خاص في داخله عندا
تخفى عليه الحكام يرشده إلى الحلال والحرام!!!(( دع ما
يريبك إلى ما لا يريبك؛فإن الصدق طمأنينة,والكذب
ريبة)) (( البر ما اطمأنت إليه النفس؛والإثم ما حاك في
الصدر وخشيت أن يطلع عليه الناس)) فالسارق مثلاً بمجرد
خروجه من بيته تضطرب نفسه؛ويدق قلبه بقوة مخبراً أن
هذا حرام فغادره!وكذا خلق الله تعالى هذه النفس لا
تستريح أبداً أن مارست الحرام!وإن قسم الله تعالى بهذه
النفس لدليل على مكانتها وعجائب شأنها.
|