قلت لها عندما حدثتني عن
الحياة اليومية في العراق :
ألا يوجد شئ آخر تحدثيني عنه
غير الدمار !
... ... ...
أقصد ألم يخفق قلبك بالحب ؟
قالت : لا يوجد وقت للحب في
العراق .. لا ماء و لا كهرباء
و لا حتى حياة .
فكيف يكون للحب نصيب ! .. في
بلد هاجرها السلام .. و حل
محله الفزع و الموت
.
2
قلت لها .. هكذا العراق ..
تحتل .. تهدر حرمتها
ولكنها في الأخير و في القريب
تصبح قبرا لكل غزاتها
أو أن .. يدين بكل طواعية
بدينها .. يعشق ترابها ..
وتسحره عيونها الدامعتان .
قالت
شبه
باكية:
أعذرني أنني لا أتمالك نفسي
عندما أتذكر أمي .. إنه
يزعجها أن تري جنود الاحتلال
يدنسون بيتنا .
تعرف نحن نخبي مجوهراتنا في
.. .. .. حتى لا يسرقها الهمج
المتخلفون .
3
مازالت شبه دامعة .. شبه
مبتسمة : أنت لا تتصور حالة
الرعب .. عندما يسمع صوت
قذيفة دبابة .. عربيدة .. لا
يدري أين ستستقر ؟
أو عندما تحصد قنبلة عنقودية
(محرمة دوليا) ..
أرواح أهل أو أصدقاء .
قلت
متألما:
أراكي مرهقة فلا داعي لاجترار
الذكريات الحزينة .
4
قالت
:
رأيت
جارنا
المحترم
جدا
من
الجميع
أمامنا
و
أمام
زوجته
و
أمه
و
أخواته
..
وهم
يفعلون
فيه
ما
لا
يتصور
.
ثم
..
وقفت
منفعلة
.. و
أخذت
تمثل
فعلهم
..
يشدد
غضبها
..
تتحدث
بلهجتها
المحلية
من
عائلة
(شنووه
و
أخواتها)
..
تلمع
عيناها
بشدة
.
قلت
لها
:
أنا
لا
أفهمك
و لا
أريد
.
ولكني
أريد
أن
تفهمي
أنه
لا
يقوم
بهذه
الأفعال
..
إلا
من
أنحدر
بسلوكه
أبعد
من
عالم
الحيوان
..
لأن
الحيوان
عندما
يستسلم
له
..
يرحم
.