هل
من المقبول إيقاف نمو بييضة ملقحة (
جنين ) لاستخدامها في أبحاث قد تفيد
في علاج كثير من الأمراض المستعصية ؟
أم أن هذه البييضة الملقحة لها حرمتها
وخصوصيتها التي تتطلب من الجهات
التشريعية حمايتها من عبث الباحثين ؟
و ماهي
الخيارات المتاحة كبدائل للعمل على
البويضات الملقحة ؟
الخلايا الجذرية عبارة عن خلايا لها
القدرة على الانقسام لإنتاج أكثر من
نوع من الخلايا على خلاف الخلايا
الأخرى والتي تنقسم لإنتاج خلايا
مشابهة تماما للخلية الأم .
يحتوي جسم الإنسان على
عدة أنواع من الخلايا الجذرية منها
الخلايا الجذرية التي لها القدرة على
إنتاج عدد من الخلايا المختلفة ولكنها
لا تصل الى إنتاج أنسجة مثل تلك التي
توجد في نخاع العظام لإنتاج الخلايا
المكونة للدم وهذه الخلايا توجد لدى
البالغين ، والخلايا الجذرية التي لها
القدرة على الانقسام لإنتاج أنسجة
الجيم وبالتالي أعضاءه والموجودة في
الأجنة.
يتطلب القيام بالأبحاث على الخلايا
الجذرية للبويضات البشرية الملقحة من
الباحث تلقيح بييضة بحيوان منوي في
أوعية المختبرات ثم إيقاف نمو الجنين
في مرحلة مبكرة قبل مرحلة الزراعة في
الرحم ( إن صح تسميته جنين قبل زراعته
في الرحم ) وذلك للاستفادة من الخلايا
الجذرية وإجراء الأبحاث عليها
لرعايتها وتنميتها في بيئة خاصة .
مثل هذه الأبحاث يتوقع لها أن تنتج
أنسجة خاصة تستخدم لعلاج المرضى (
كبعض أنواع السرطانات ، السكري ، بعض
الأمراض العصبية ) ، وفي مراحل متقدمة
قد يمكن إنتاج أعضاء متكاملة لزراعتها
لدى المرضى المحتاجين لنقل الأعضاء .
للدول مواقف متباينة حول هذه القضية (
خاصة استخدام
الخلايا الجذرية الجنينية ) ،
فألمانيا مثلاً تجرم العبث بالخلايا
الجذرية للبييضات الملقحة وتمنع تلقيح
أكثر من بييض في حالات التلقيح
الخارجي في أطفال الأنابيب .
وفي
فرنسا وبريطانيا يسمح النظام باستخدام
البييضات الملقحة خارجيا في الأبحاث
الطبية ، أما الولايات المتحدة
الأمريكية فتمنع استخدام الأموال
الحكومية في مثل هذه الأبحاث وإن كانت
بعض الولايات تستخدم الدعم الخاص من
الشركات لإجرائها .
تتفاوت الأديان كذلك في النظرة إلى
مثل هذا الموضوع الشائك ، حسب تفاوتها
في النظرة إلى وقت نفخ الروح في
الجنين .
الكاثوليكية والأرثوذكسية مثلاً ،
تحرم مثل هذا العمل وتعتبره نوع من
إزهاق الروح بينما اليهودية التي ترى
أن نفخ الروح يكون في الرحم وبعد
أربعين يوماً من الحمل ، قإنها تجيز
مثل هذه الأبحاث من أجل الحفاظ على
صحة الأفراد ، والتي تقدم على الحفاظ
على الأجنة ( التي لم تنفخ فيها الروح
باعتقادهم ) .
وفي
الإسلام ناقش مجمع الفقه الإسلامي
المنعقد في دورة مؤتمره السادس بجدة (
17-23 شعبان 1410 هـ ) موضوع البييضات
الملقحة الزائدة عن الحاجة وقرر
"
يجب
عند تلقيح البييضات الاقتصار على
العدد المطلوب للزرع في كل مرة
تفادياً لوجود فائض من البييضات
الملقحة . وإذا حصل فائض من البييضات
الملقحة بأي وجه من الوجوه فإنها تترك
دون عناية طبية إلى أن تنتهي حياة ذلك
الفائض على الوجه الطبيعي
" ؛
كما
ناقشت الندوة الثالثة للمنظمة
الإسلامية للعلوم الطبية في الكويت (
20 -23 شعبان 1410 هـ ) فائض البيضات
الملقحة وأجازت الأكثرية إجراء
التجارب على البيضات الفائضة عن
الحاجة قبل التلقيح وبعده ، ولكن
إجراء التجارب يجب تقييده بقيد أشارت
إليه ندوة ( الإنجاب في ضوء الإسلام )
وأكدته ندوة ( الرؤية الإسلامية لبعض
الممارسات الطبية ) وهذا القيد هو عدم
تغيير فطرة الله والابتعاد عن استغلال
العلم للشر و الفساد والتخريب ( انظر
مجلة الفقه الإسلامي - الدورة السادسة
- العدد السادس - الجزء الثالث صفحة
1949 ) .
أخيراً
هناك العديد من الأسئلة التي تطرح
الآن على طاولة البحث لدى اللجان
الدولية والوطنية للأخلاقيات الحيوية
تعكس الإخلاف الشديد بين الدول
والأديان حول هذا الموضوع ، وللوصول
إلى قرار لابد من الإجابة على العديد
من الأسئلة منها :
-
عندما تلقح أكثر من بييضة خارجياً
بهدف زراعة إحداهن ( أفضلهن نمواً
) في الرحم . هل يصح استخدام
البقية في البحث العلمي من أجل
علاج المرضى بدلا من إتلافها ؟
-
عندما تلقح بييضة منزوعة النواة
بخلية أخرى من نفس الشخص لإنتاج
جنين ( كما حدث في النعجة دوللي )
لاستخدامها في البحث العلمي . هل
يعتبر هذا مقبولاً من الناحية
الأخلاقية ؟
-
من الذي يملك الحق في التبرع
بالجنين ؟ هل يشترط أن يكونا
زوجين ، أو أي ذكر وأنثى ؟
* من يملك الحق في إيقاف نمو
الجنين ؟
-
هل يمكن اعتبار مثل هذه المحاولات
هي خطوة في إيجاد تبرير أخلاقي
لاستنسال البشر ؟
-
هل السعي من أجل علاج الأمراض
المستعصية يبرر القيام بمثل هذه
التجارب ؟
-
هل الأولى هو البحث باستخدام
الأجنة أم الاتجاه إلى الخلايا
الجذرية لدى البالغين رغم
محدوديتها وصعوبتها ؟
-
ما الموقف من خلايا الأجنة
الساقطة وإمكانية الاستفادة منها
معملياً ؟
السؤال الذي يطرح على جميع المهتمين
من المختصين وغيرهم
:
هل العالم بصدد قنبلة نووية
جديدة لها تطبيقات سلمية محدودة وآثار
مدمرة غير محدودة ؟
وهل
الانشطارالنووي الخلوي البشري سيكون
أشد خطورة على البشرية من الانشطاري
النووي الذري ؟
وهل سيدفع هذا
المسار البحثي الدول المتقدمة إلى
التنافس في استخدام البشر كأدوات
بحثية لأغراض اقتصادية وعسكرية ؟