دخلنا المتجر فإذا بمفاجئة
وجود صاحب المتجر النمساوي الأصل و صديقة النمساوي و أحد العاملات النمساويات .

إنتابنى الفزع .. حينما بدأت العاملة بالصراخ .. مما جعلني أرتكب هذه الحماقة بشكل تلقائي : لقد قمت بقتل صاحب المتجر و البائعة و إحداث عاهة مستديمة بالثالث .

خرجت مسرعا أجرى و فى يدي السكين المستخدم فى الجريمة (كانت موضة هذه الأيام أن يقتنى الشباب مطواة)

اختبأت فى مدخل أحد المنازل القريبة من موقع الحدث .. و قبض على و على زميلي .

حكم على بالسجن مدى الحياة (لمرة واحدة)
و على زميلي بالسجن 4 سنوات (بتهمة السرقة بالإكراه) قضاها و غادر النمسا .

؟؟؟
لا تثريب عليه .. لكل إنسان ظروفه الخاصة .

تحليل الجريمة
هرب أ. ص..  إلى النمسا .. بسبب فشله فى الزواج من حبيبته .. و الحب فى بلده .. يتحطم بين مطرقة طلبات الزواج & سندان عدم قدرته و قدرة أهله على الوفاء بها (مهما كانت متواضعة) .

كل المدة التي قضاها أ. ص.. فى النمسا لا تتعدى 6 أشهر .. عمل خلالها كبائع متجول للزهور  فى الحانات الليلية .. حتى ساعات النهار الأولى .. من ثم يأوي إلى فراشة حتى مغرب الشمس .. ليعاود الدورة من جديد .

إذا .. أحمد .. لا يعرف النمسا .. أو لا يعرف منها :سوى عالمها السفلى .. من خلال موقعه كبائع متجول للزهور (أغلب الظن أنه لا يحمل تصريح قانوني لمزاولة المهنة التي تعد نوعا من أنواع التسول)
النمسا تختزل عنده فى : حانات .. مراقص .. ناس مخمورة .. موسيقى صاخبة .

فى البداية فشل أ. ص.. أن يبيع زهرة واحدة
لذلك كان عليه أن يستجيب لنصيحة صديقه (أو عدوه) باحتساء كأسا من النبيذ الأحمر .. حتى يغيب العقل .. و من ثم يموت اعتزازه بنفسه و كرامته تدريجيا .

ليلة الجريمة : ذهب و زميل الجريمة (؟؟؟) .. إلى أحد المراقص .. و شربا حتى الثمالة .. و ساقه الخمر لارتكاب جريمته البشعة .. لدرجة أنه لا يتخيل حتى الآن كيف تمت .

أما عن دوافع الجريمة .. هو أن زميل السوء (؟؟؟) ذهب ذات مرة ليعرض زهوره على رواد الحانة .. و لعله قد وصل فى هذه الليلة إلى ذروة التطفل .. فنهره صاحب الحانة .. و مع مزيد من التطفل .. قام صاحب الحانة بانتزاع الزهور منه و تخريبها .
مما دفع الأخير للانتقام و استرداد ثمن الزهور عن طريق السطو على الحانة .
وصفت الجريمة على إنها سرقة بالإكراه مع سبق الإصرار .. مقرونة بالقتل .

يوم فى السجن

• أستيقظ قبل الفجر حوالي الساعة 02:30 أقوم بالصلاة
  (ما يأذن الله .. لي به)  .
  ثم أختم صلاتي بالوتر .
  أمكث أدعو الله و أذكره حتى الفجر .

• أقوم بصلاة الفجر ثم الفرض .

• أقرأ شيئا من الأذكار .. ثم أنام .

• أستيقظ الساعة السادسة صباحا
  أقوم بتنظيف حجرتي و ترتيبها .

• أذهب إلى العمل .. فى المغسلة Putzerei من الساعة 07:30 حتى الساعة 13:30 .

• ثم نقوم بالتمشية اليومية فى فناء السجن حتى الساعة 14:30

• من الساعة 14:30 يغلق علينا أبواب الزنازين حتى صباح اليوم التالي .

الرياضة
كل يوم أثنين و أربعاء .. بعد التمشية .

أ يوجد من يمنعك من تأدية الصلاة أو الصوم  ؟
لا

أو .. من  يهين دينك ؟
لا

لماذا اعتديت على الضابط فى السجن ؟
لأنه ضربني .. و أهانني .. و ضغط على أعصابي بما لا يطاق .
الموضوع انتهى منذ 2001
منذ ذلك الحين .. أنا حسن السير و السلوك .

كيف نساعدهم ؟
يحتاجون لمن يمدهم .. بالمال فى حساباتهم  .

الزنزانة
4 م طولا & 2.5 عرضا بها شباك بستار حديدي يطل على فناء السجن و دورة مياة WC (أفرنجى) .
سرير و مكتب عليه كومبيوتر .

الكومبيوتر
أنا إللى اشتريته من الكتالوج .
عندي برامج دينية كثيرة .
و أتعلم بعض البرامج و خصوصا برامج الرسم .
أحب الصور الطبيعية .

القرآن الكريم
أحب أواخر سورة البقرة و سورة الملك .
أحب الاستماع للقرآن عبر الكومبيوتر .
علمت أحد الزملاء الأتراك اللغة العربية حتى يستطيع قراءة القرآن الكريم

مفاجئة مرفوضة
ما رأيك أن نستضيف السيدة والدتك فى النمسا لمدة 3 شهور لكي تتمكن من رؤيتك ؟
لا .. أرجوكم
لا أريد أن تراني .. أمي فى هذا الوضع .

هل تتعاطى أى نوع من الدواء؟
أتعطى أحيانا نصف قرص لعلاج آلام الظهر .. التي أعانى منها منذ 10 سنوات .

اقصد أنواع أخرى من المهدئات ؟
أخر قرص تناولته عام 2000 / Kivikalm
بأمر الطبيب د. تويفل .. و هو تويفل (شيطان = Toifel)
و هو مهدئ قوى جدا يصيب من يتناوله بالإعياء الشديد و النوم .

- لأنني كنت قد وصلت لدرجة كبيرة من الإحباط و أضربت عن الطعام .

جواز سفر & عمرة
القنصل المصري .. يتابع موضوعك باهتمام .. و سوف يقوم بكل جهد لمساعدتك فى ضوء أيسر مدى للقانون لصالحك .. و هو وعد أنه سوف يستخرج لك وثيقة سفر فور خروجك من السجن .
 
تدمع عيناه و يظل محتفظا بابتسامته الجميلة :
أريد جواز سفر .. لأنني أتمنى أن أقوم بعمل عمرة إلى بيت الله الحرام .. بعد خروجي من السجن .. بإذن الله .
و لكنى أعلم أن استخراج جواز سفر .. أمر صعب .
 
القوانين و الأحوال تغيرت للأفضل خلال الـ 23 سنة المنصرمة .

- عماد الشوربجى : مظبط لك .. عروسة حكاية !

يضحك الجميع .. نتقابل فى فيينا قريبا إن شاء الله .

يأتي إلينا حارس القاعة مشيرا بانتهاء الـ 30 دقيقة .

سلام