خاص لـــ استروعرب نيوز ~
فيينا ~ النمسا ~ الإتحاد الأوروبي
»
الأخوان
المسيحيون
«
حزبٌ تحت
التأسيس
وقد أثار إنشاء حزب جديد
في مصر بعنوان
»
الأخوان المسيحيون
«
جدلاً واسعاً في الأوساط
المصرية
منذ الإعلان عن تأسيسه والتي تشكل علي
غرار جماعة الإخوان
المسلمين و ردود فعل متباينة في الوسط
السياسي.
فكرة تأسيس جماعة "
الإخوان المسيحيين " طرحت للمرة الأولى
عام 2005م بواسطة المحامي ممدوح نخلة مدير
مركز الكلمة لحقوق الإنسان ، وميشيل فهمي
، ثم تبناها أمير عياد بإطلاقها قائلا : "
إنها تهدف إلى النضال اللا عنفي " .
وقد نقلت قناة العربية عن
ميشيل فهمي " إن اختيار التوقيت الآن هو
للتفعيل فقط ، وإن المؤسسين لجأوا إلى
فكرة تأسيسها عام 2005م بسبب صعود
التيارات الدينية ، وبعد وصول مرسي إلى
الحكم كـ أول رئيس مدني ، اتفقنا على
تفعيل الفكرة لمواجهة المد الديني
المتأسلم " ـ وكاتب هذه السطور يرى أن
الدقة في التعبير ووصف واقع الحال تكون
بــ " التيار الديني المسيس" .
وقال؛ فهمي : " إنه ليس
هناك مانع أبدا ان تكون الجماعة طائفية
لأن الحاصل حاليا هو صعود تيار طائفي إلى
الحكم " ، وأكمل .. فكرة " الإخوان
المسيحيين " عمل توازن في الشارع السياسي
المصري ، وهو ليس تنافسا مع الإخوان
المسلمين " فالأغلبية هم أخوتنا المسلمين
، وليس المتأسلمين ، فكيف نطمع للتنافس
على الرئاسة .. إطلاقا هذا لا يمكن ".
قال ميشيل فهمي مؤسس جماعة
الإخوان المسيحيين انه سيتم الإشهار عن
الجماعة شعبيا خلال الأيام المقبلة فى
مؤتمر جماهيري حاشد
. وأشار إلى أن "جماعة
الإخوان المسيحيين ليست جماعة دينية دعوية
هدفها التبشير ولكنها جماعة توعوية تهدف
إلى توعية المواطنين بالديمقراطية
والمواطنة" ، موضحا أن " الجماعة ستخضع
لقوانين الدولة المنظمة للجمعيات الأهلية
وجمعيات المجتمع المدني وانه سيتم التقدم
بأوراق الجماعة للجهات المعنية فور اكتمال
الهيكل التنظيمي " .
وأكد فهمي أن " الجماعة لا
علاقة لها بالكنيسة من قريب أو بعيد لأنها
ليست جماعة دينية وإنما توعوية " ، مشددا
على أن " الوصول إلى الحكم ليس هدفا
للجماعة لذا لم نقم بتكوين حزب سياسي
وإنما اتجهنا الى تكوين جماعة توعوية وان
كان ذلك لا يمنع أن تتجه الجماعة إلى
تكوين حزب سياسي فى المستقبل البعيد عندما
تترسخ أسس الديمقراطية ".
ويرى ؛ فهمي أن "جماعة
الإخوان المسيحيين لن تتصادم مع جماعة
الإخوان المسلمين بل هي مكملة لها فإذا
كان الإخوان المسلمين تقوم بالنشاط
السياسي على صعيد المسلمين فان " الإخوان
المسيحيين ستقوم بنفس التوعية على صعيد
المسيحيين " .
وينفى فهمي ارتباط الإعلان
عن جماعة الإخوان المسيحيين بالصعود
السياسي للتيار الاسلامى ووصول محمد مرسى
لرئاسة الجمهورية ؛ موضحا أن " فكرة إنشاء
الجماعة مطروحة منذ عام 2005م وقد تأخر
تنفيذها لأسباب تنظيمية " ، مشيرا إلى
انه " عندما توفر مجموعة من الشباب
المتحمسين للفكرة تم الإعلان عنها " .
هذا وقد أعلن نشطاء أقباط
عن تأسيس " جماعة الإخوان المسيحيين " في
موازاة "جماعة الإخوان المسلمين". وتأسست
الجماعة على كوادر وفروع في 16 محافظة و
أربع دول خارج مصر، ثلاث منها في أوروبا و
فرع في أستراليا، وتستعد الجماعة للإعداد
لأول مؤتمر للإعلان عن تدشينها قريبا، تحت
عنوان : " حال أقباط مصر في ظل الحكم
الديني " .
وقد كانت
الكتلة التصويتية للأقباط
بالجولة الثانية للانتخابات الرئاسية بمصر
2012م كمعادلة هامة ، قد تغير نتيجة
الانتخابات إذا ما صوت الأقباط جميعهم
ككتلة واحدة لمرشح منهما ـ مرسي المحسوب
على التيار الديني الإسلامي أو شفيق ـ ،
حيث يصل نسبة من لهم حق التصويت إلى نحو 5
ملايين ، والتوقع كان أن يشارك منهم نحو 3
ملايين قبطي مصري .
ورغم عدم وجود توجيه من
الكنيسة لصالح مرشح بعينه سواء في الجولة
الأولى أو الثانية وإعلانها الوقوف بمسافة
واحدة من جميع المرشحين ، إلا أنها طالبت
جميع الأقباط ومنهم أيضا أقباط المهجر
بالخارج بالمشاركة في الانتخابات .
وقال حقوقيون ونشطاء أقباط
لــ ـCNN
الناطقة بالعربية :" أن
أصوات الكتلة المسيحية بمصر ستذهب إلي
المرشح الرئاسي الفريق احمد شفيق ، خوفا
من أن تزداد أوضاعهم سوء بوصول المرشح
الإسلامي عن جماعة الإخوان المسلمين محمد
مرسي إلي الحكم وإقامة دولة دينية ؛ علي
حد قولهم ، وذلك بعد رسائل اعتبروها غير
مطمئنة من بعض المحسوبين على التيارات
الإسلامية ، حيث يعتبرهم البعض منهم أنهم
من أهل الذمة ، ويطالبونهم بدفع الجزية ،
وإقصائهم من المناصب العليا للبلاد .
المحامي القبطي نجيب جبرائيل، قال إن
الأقباط سيدعمون المرشح الرئاسي الفريق
احمد شفيق لأنه حامل لواء الدولة المدنية
، و هو الشخص المناسب لتكريس مبدأ
المواطنة ، مضيفا أن الأقباط لن ينتخبوا
من يطالبونهم بدفع الجزية أو من يعملون
على تهميشهم وإقصائهم من المناصب العليا
في البلاد أو من اثروا الصمت على حرق
الكنائس وقتل الأقباط، على حد تعبيره .
وأضاف جبرائيل أن الأقباط يتجهون إلى مرشح
يدعم الدولة المدنية و المواطنة ولا يميز
على أساس ديني ، لافتا إلى عدم وجود توجيه
من الكنيسة في هذا الإطار ، حيث يقف
الأنبا بوخوميوس القائم بأعمال الكنيسة
على مسافة واحدة من المرشحين .
وقال الناشط الحقوقي
القبطي " إن مغازلات مرشح الإخوان محمد
مرسي لم تنطلي على احد، فالإخوان المسلمين
منهجهم يسوده الانتماء الديني على الوطني
، مدللا بالحوار الشهير للمرشد السابق
للإخوان مهدي عاكف ، و التي قال فيها
جملته الشهيرة : " طظ في مصر و أبو مصر و
إلي في مصر " وان رجل مسلم ماليزي أفضل من
قبطي " . وكشف عن أن عددا من العائلات
القبطية ببعض القرى و المدن خاصة في بني
سويف و المنيا وسوهاج يتلقون تهديدات
بالوعيد من بعض أنصار المرشح مرسي ، حيث
تم تهديدهم بالتهجير ألقصري أو قطع
ذراعيهم علي حد قوله .
وأشار المفكر القبطي كمال
ذاخر ، إلى وضوح موقف الأقباط من الجولة
الثانية من الانتخابات حيث سيدعمون من
يضمن لهم مواطنة كاملة ، ولا يعود بهم
لعصر أهل الذمة ويصل بالدولة لقواعد
المساواة و بالتالي الانحياز سيكون للمرشح
شفيق .
وحول ما يتردد من تهديدات
لبعض الأقباط في القرى ، أكد المفكر
القبطي أن هذا الأمر يدخل في إطار المعارك
الانتخابية والتي يستباح بها كل الوسائل ،
تماما مثلما حدث بالجولة الأولى من شراء
أصوات ونقل الناخبين .
وفيما يتعلق بتصريحات
المرشح الإسلامي مرسي، أكد أن التطمينات و
المغازلات في الإطار السياسي واردة ، غير
انه أوضح أن مشكلة الأقباط بنجاح مرسي
سيجعلها تتعامل مع فكر وليس شخص ، حيث
يصعب على جماعة الإخوان التخلي عن أفكارها
طيلة 80 عام .
ولفت إلى أن عدد الأقباط
في مصر يصل إلى نحو 12 إلى 16 مليون مواطن
ـ وفي مراجعة لكاتب هذه السطور تبين أن
الكنيسة أعلنت أن عدد أقباط مصر يصل إلى
18 مليون قبطي مصري ـ. .
من جانبه ؛ قال الناشط
القبطي جون ميلاد : " إن المرحلة الأولى
من الانتخابات الرئاسية كان بها توجيه
كنسي على الرغم من الموقف الحيادي للأنبا
بوخميوس ، موضحا أن هذا التوجيه كان سببه
الإرث الذي تركه البابا شنودة الراحل " .
وذكر ميلاد أن الأقباط انقسموا بين
المرشحين المدنيين ، فالأكثرية انتخبت
احمد شفيق ثم عمرو موسي في المرتبة
الثانية و الشباب الثوري منهم انتخب حمدين
صباحي ونسبة لا تذكر اختارت عبدالمنعم
أبوالفتوح . وقال إن الكنيسة القبطية لا
تحتاج في جولة الثانية لتوجيه الأقباط حيث
لن يصوت احد منهم لمرشح الإخوان ، ولكن كل
ما ستقوم به الكنيسة هو حث الأقباط على
المشاركة في الانتخابات لمخاوف لديهم من
الدولة الدينية مع التماس العذر لهم في
هذا الإطار .
وتابع الناشط القبطي :"
أنه ورغم الأسباب السابقة فان فئة من
الأقباط ستقوم بإبطال أصواتها في
الانتخابات ، ومنهم هو نفسه لعدم اقتناعهم
بإجراء الانتخابات في ظل حكم العسكر وعدم
وجود دستور للبلاد أو صلاحيات للرئيس
الجديد " .
يأتي ذلك رغم إعلان مرشح
الإخوان بأنه يدرس تعيين نائب قبطي في حال
فوزه بالرئاسة وانه سيحافظ على مبادئ
الدولة المدنية ، وحتى كتابة هذه السطور
لم يعلن بعد عن الشكل المتصور في ذهن
الرئيس المنتخب لمؤسسة الرئاسة أو عن
أعضاءها .
في هذا المناخ المحتقن
والجميع يقفون على سطح صفيح ساخن إن لم
يكن مشتعل وضبابية الرؤى ، وحالة عدم
النضج السياسي لكثير من المشتغلين الأن في
الحقل السياسي ؛ وعدم توفر الوعي السياسي
الكافي والتخبط الواضح في سير كيان دولة
تظهر في الأفق سحب من الدخان الأسود .
ردود فعل
على الإعلان :
يقول كاتب :" هذا الحزب في
حال الموافقة عليه سيكون كارثة ليس لمصر
فقط ، وإنما للوطن العربي برمته لأنه
سيكرس تقسيم المجتمعات العربية وسيثير
النعرات الدينية والمذهبية والطائفية
وسيؤدي إلى زيادة الاحتقان بين المسلمين
والمسيحيين ، لكن ما يخفف من خطر ذلك هو
أن الإخوة المسيحيين أنفسهم في مصر يرفضون
إنشاء مثل هذا الحزب ويعتبرونه خطراً على
النسيج الاجتماعي ويهدد الوحدة الوطنية ،
ورفض المستشار ممدوح رمزي مساعد رئيس حزب
الإصلاح والتنمية فكرة إنشاء " الإخوان
المسيحيين " ، وقال إنها فكرة طائفية
وتكرس لفكر " الإخوان المسلمين " داخل
المجموعات المسيحية، وأضاف: إن الأقباط
يرفضون تلك المجموعات التي تهدف إلى
الدخول في صراع عقائدي ولا يليق بمسيحيين
أن يتحولوا لجماعات محظورة قانونياً .
وقال المحامي نجيب جبرائيل
رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان: إن
ما يسمى بجماعة " الإخوان المسيحيين "
مجرد فكرة في مواجهة نفوذ جماعة " الإخوان
المسلمين " في الشارع .. وأكد أن الأقباط
سيواجهون هذه الجماعة وسيقومون بالتصدي
لها لأنها ستزيد من حالة الاحتقان
والطائفية التي تشهدها مصر حالياً .
إن موافقة السلطات المصرية
على إنشاء مثل هذا الحزب ستكون كارثة
حقيقية لمصر وللأمة العربية لأن مثل هذا
الحزب الطائفي سيكون الشرارة التي تلهب
النسيج الوطني المصري ولأن تقسيم المجتمع
إلى أحزاب دينية وطائفية ومذهبية سيزرع
قنابل موقوتة في المجتمع .
ولعل إنشاء مثل هذه
الأحزاب الطائفية والعرقية والمذهبية جاء
رغبة لأعداء الأمة العربية الذين يخططون
لها من خلال الشرق الأوسط الكبير الذي بدأ
بغزو واحتلال العراق وقانون المجرم بريمر
عندما قسم العراق إلى طوائف شيعية وسنية
وكردية وتركمانية وصابئة وبهائية وغيرها
من الطوائف والمذاهب الأخرى تمهيداً
لتقسيم المقسم وتفتيت المفتت في القُطر
العربي الواحد .
ويأتي أيضاً خدمة للمشروع
الصهيوني الذي يطالب بالاعتراف " بـ
يهودية الدولة الصهيونية " ونحن إذ نوافق
على إنشاء وقيام أحزاب على أساس ديني
ونقول " الإخوان المسلمون " و " الإخوان
المسيحيون "، فليس غريباً أن يطالب اليهود
غداً بإنشاء حزب تحت اسم " الإخوان اليهود
" مما يدعم فكرة إنشاء هذا الحزب الديني
الطائفي ونأمل ألا توافق هذه السلطات
مستقبلاً على إنشاء أحزاب على أساس ديني
أو عرقي أو قومي أو مذهبي لأن ذلك سيكون
انتحاراً سياسياً .
راي الأقباط
: حزب الأخوان المسيحيين فكرة يفضل عدم
تحقيقها
سادت حالة من الجدل بالوسط
القبطي بمصر ، بسبب رغبة البعض منهم في
إقامة ما أسموه بحزب " الإخوان المسيحيين
" ، وذلك في مواجهة التيارات الإسلامية ،
وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين ،
وحزبها الحرية والعدالة ذات الأغلبية
البرلمانية بمجلس الشعب المصري المنحل
المعاد المنحل .
وبينما أكد بعض النشطاء
الأقباط لــ ـCNN
الناطقة بالعربية ، على
وجود مناقشات حول إنشاء هذا الحزب ، إلا
أن العديد من القيادات القبطية عبرت عن
رأيها ، بأن مثل الحزب لن يخرج عن كونه
مجرد فكرة ، إذ يندرج ضمن مخالفة الدستور
والقانون ، علاوة على كونه يهدد السلم
الاجتماعي ، مع التقدير لمخاوف البعض مما
وصفوه بـ " الدولة الدينية " .
الناشط القبطي جون ميلاد ،
أكد لموقع
CNN
بالعربية أن هناك مناقشات بالفعل بين بعض
النشطاء لإنشاء حزب الإخوان المسيحيين ،
وانه سيحضر مناقشات لعدة موضوعات سيكون من
ضمنها هذا الأمر .
من جانبه، قال المحامي
والناشط القبطي نجيب جبرائيل ، إنه التقى
بعض الشباب القبطي الذين عبروا عن رغبتهم
في إنشاء حزب الإخوان المسيحيين ، ولكنه
أكد لهم بأن هذا الأمر لن يتم على ارض
الواقع ، ولا يخرج عن كونه مجرد فكرة
مطروحة . وشدد جبرائيل على " رفضه لإقامة
هذا الحزب ، في الوقت الذي يعاني فيه
الأقباط من مخاوف الدولة الدينية ، فضلا
عن أن التيار المدني والكنيسة وجماعة
الإخوان المسلمين سيرفضون إقامة هذا الحزب
" بحسب قوله .
النائب في مجلس الشعب
إيهاب رمزي ، قال إنه ليس لديه معلومات
حول إنشاء حزب أو جماعة الإخوان المسيحيين
، كما لا يعتقد بأنه سينفذ ، لأنه سيصطدم
بالقانون و الدستور الذي يمنع إنشاء أحزاب
على أساس ديني ، مشيرا إلى أن حزب الحرية
والعدالة ، الذراع السياسية لجماعة
الإخوان المسلمين ، مطعون فيه بقضية
تنظرها المحكمة في سبتمبر المقبل .
وأكد النائب القبطي على
رفضه لإنشاء ما يسمى بحزب " الإخوان
المسيحيين " ، وقال :" هذا يعني وجوده
تقسيم البلاد وتحويلها لفصائل متباعدة لكل
منها مطالب مختلفة ومضادة للآخر ، وذلك
رغم المخاوف التي تنتاب الأقباط حاليا ،
والتي أصبحت في محلها " .
وأضاف رمزي قائلا ، إن "
بعض قيادات التيارات الإسلامية تراجعت عن
موقفها بتولي احد الأقباط لمنصب نائب
الرئيس ، بادعائهم انه يشكل اختراقا
للدولة الإسلامية ، وكأن الأقباط بمثابة
مواطنين من الدرجة الثانية . " وتابع
قائلا :" التيارات الإسلامية تسعى لتعديل
المادة الثانية للدستور بحيث يتم تطبيق
الشريعة بكافة جوانبها ، فضلا عن ظهور
جماعات الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ،
والتي يحكمها فكر ديني متطرف تستخدم القوة
والعنف لتنفيذ أفكار دينية ومحاربة
المعتدلين ، الأمر الذي يمثل قوة مضادة
للدولة وخطورة على الأقباط، " على حد
تعبيره .
ومن ناحيته قال المفكر
القبطي مدحت بشاي : إن
استنساخ جماعة من فكرة
جماعة الإخوان المسلمين خطأ كبير ؛ سيشجع
فكرة الدولة الدينية
وسيقسم الوطن إلي تقسيم
طائفي ؛ كما أشار إلي أن هناك العديد من
الائتلافات
والتشكيلات الأخري التي
يمكن دعمها والبدء من خلالها بدلا من
استنساخ جماعة الإخوان
المسلمين
.
ولفت بشاي إلي أن الشباب
القبطي قد خرج من أسوار الكنيسة وتحرر بعد
ثورة 25 يناير وأصبح يتكلم
في السياسة مثل ائتلاف شباب ماسبيرو ؛
وموقع أقباط متحدون
صاحب التجربة الفريدة
والناجحة والتي كانت تستحق الدعم فهو ينمي
الحوار وتقبل
الآخر ؛ كما انه شكل عصري
ومناسب للبدء من خلاله في إنشاء جماعة
وطنية.
من ناحيته
رفض الدكتور جمال أسعد
المفكر القبطي فكرة تأسيس جماعة الإخوان
المسيحيين لأنها
ستعطي الفرصة لترسيخ
وتأكيد الدولة الدينية ؛ كما ستعطي جماعات
الإسلام السياسي حجة
إقامة الدولة الدينية ؛
كما ستدعم الانقسام داخل صفوف المجتمع
المصري وتصبح جماعة
الأغلبية وهم مسلمون
وجماعة الأقلية وهم مسيحيون
.
العلمانيون الأقباط
: محكوم عليها بالفشل
ويقول كمال زاخر مؤسس جبهة
العلمانيين الأقباط إن " إنشاء جماعة باسم
الإخوان المسيحيين ناتج عن حالة الارتباك
والضبابية التى تسيطر على المشهد السياسى
المصري الذي ستسم بغياب المعايير" مشيرا
إلى أن " هذه الجماعة تعبر فى المجمل عن
رأى معين ولا يجب أن تأخذنا إلى المقارنة
بينها وبين جماعة الإخوان المسلمين " .
ويؤكد أن "هذه الجماعة محكوم عليها بالفشل
قبل أن تولد لان أى جماعة تحمل فى داخلها
عوامل نجاحها واستمرارها وكذلك عوامل
فشلها وموتها " موضحا " أن نفس الأشخاص
القائمين على إنشاء هذه الجماعة كانت لهم
نفس المحاولة منذ سنوات عديدة إلا انها
فشلت بسبب تصدى المجتمع لهم وهم الآن
يعيدون المحاولة استغلالا للحالة الضبابية
التي تسيطر على مصر.
أما الدكتورة سوزي ناشد ،
عضو مجلس الشعب ، فقد رفضت أيضا فكرة
إقامة حزب الإخوان المسيحيين ، وبررت ذلك
بالقول : " حتى لا يتسبب ذلك في تقسيم
البلاد " . وأشارت إلى أن " حزب النور
وكذلك الحرية والعدالة سيرفضان إقامة مثل
هذا الحزب للأقباط . " إلا أنها توقعت بأن
يحظى هذا الحزب ، في حال إنشائه ، بانضمام
قطاعات كبيرة من الأقباط فيه .
من جانبه رفض جمال أسعد
المفكر القبطى إنشاء جماعة "الإخوان
المسيحيين" , واصفًا مؤسسيها بأنهم يبحثون
عن دور وصفه بـ " الطائفى " ، مشيرًا إلى
أن هذا الأمر يؤدى إلى زعزعة الوطن
وتقسيمه على أساس طائفى خصوصًا مع وجود
مجموعات قبطية قابلة للاستجابة لمثل تلك
الأفكار بفعل القنوات الدينية المسيحية
الطائفية، على حد وصفه. واتهم أسعد عناصر
خارجية بالوقوف وراء تلك الجماعة، مشيرًا
إلى أن جميع مشاكل المصريين واحدة ووجود
مثل تلك الجماعات سيهدف إلى إثارة
الأغلبية المسلمة خاصة بعض العناصر
المتطرفة مثل جماعة الأمر بالمعروف والنهى
عن المنكر, والتى ظهرت أخيرًا مما سيوقع
بالبلاد فى مستنقع طائفى . وأكد أسعد أن
الحل يكمن فى نهضة الحياة الحزبية وتحرك
الأحزاب المختلفة لاحتواء الشارع المصرى
بجميع طوائفه لحماية الوطن من مثل تلك
المخاطر، مشيرًا إلى أن هذه الفكرة ليست
وليدة اليوم، ولكن فى الخمسينيات تم إنشاء
جماعة قبطية على غرار جماعة الإخوان
المسلمين وانتهت بأعمال طائفية حوكم
أعضاؤها على إثرها، وتم حل ذلك التنظيم.
وفى هذا السياق أكدت
مارجريت عازر، عضو مجلس الشعب، أنها فى
حقيقة الأمر ترفض فكرة الجماعات القائمة
على مسمى دينى كالإخوان المسلمين أو
الإخوان المسيحيين أو ما شابه ذلك. وأكدت
عازر أنها لا تستطيع تفسير مثل هذه
الجماعات, متسائلة هل هم إخوان وبقية
طائفتهم ليسوا منهم أم ماذا؟، مؤكدة أن
مثل هذه الأفكار تخلق بلبلة وإثارة وفتنة
حتى بين أصحاب الديانة الواحدة . ورحبت
السيدة عازر بضرورة انخراط الأقباط فى
الحياة السياسية من خلال قنوات شرعية، ومن
خلال الاندماج والانخراط فى الأحزاب
السياسية ومشاركتهم فيها, لتأسيس دولة
مدنية بدستور متكامل يحافظ على جميع
الحقوق. وأكدت أن الحفاظ على الدولة
المدنية لا يكون من الأقباط فقط ، مبدية
دعمها للدولة المدنية والحفاظ عليها،
واصفة فكرة تكوين جماعة من المسيحيين تهدف
للحفاظ وللدعوة لمدنية الدولة عبث, مما
يهدد بانقسام وبلبلة داخل المجتمع .
**
هذا من جانب أما من جانب
آخر فقد
رحبت جماعة " الإخوان
المسلمين " بإنشاء جماعة " الإخوان
المسيحيين " ، التى أسستها مجموعة من
الأقباط وتمارس النشاط الدعوى والاجتماعى
والسياسى ، بينما رفضت قوى قبطية إنشاء
هذه الجماعة لكونها تثير الفتن فيما بينهم
؛ كما ذكرت من قبل .
وقال محمود حسين ؛ عضو
مكتب الإرشاد ؛ الأمين العام لـ " الإخوان
المسلمين " : إن ممارسة الحياة السياسية
والاجتماعية حرية شخصية لمن يريد العمل
بها ، مؤكدًا أن كل إنسان حر فيما يقول
وحر فيما يشاء طالما يحترم ذاته ويحترم
الآخرين فلا ضرر من نشاطاته . وأضاف أن كل
دول العالم بها جميع أنواع وصفات الأحزاب
فهناك الأحزاب الدينية وهناك الأحزاب
الليبرالية ، وهناك المتشددة وهناك
المتطرفة , ولا ضرر من ذلك نهائيًا لأن
الكل يحتر، بعضهم البعض دون إثارة ودون
تخوين أو مؤامرة، مشيرًا إلى أن الباب
مفتوح أمام كل النشطاء والجماعات والأحزاب
، طالما ثبت التزامها بالدستور والقانون.
ورحب
الدكتور
خالد سعيد ، المتحدث باسم
الجبهة السلفية ، بإنشاء جماعة " الإخوان
المسيحيين " ، مشيرًا إلى أنه من حق
المسيحيين أن يعبروا عن أنفسهم ويقوموا
بعمل دعوى لخدمة عقائدهم . واستبعد أن
يكون ذلك بداية لتقسيم المجتمع على أساس
طائفى ، مشيراً إلى أنه من حق أى فئة أن
تعبر عن ذاتها فى حدود الدستور والقانون ،
كما رحب" سعيد "
إنه لا بأس من أن يقوم
الأقباط بتأسيس جماعة
علي غرار جماعة الإخوان
المسلمين
بأن تكون الجماعة فكرة
إنشاء هذه الجماعة تبعات بإنشاء حزب سياسى
منشق عنها على غرار جماعة الإخوان
المسلمين وحزب الحرية والعدالة..
وأضاف: مادام أن ( جماعة الإخوان
المسيحيين ) ستعمل
في إطار قانوني يتفق مع
الشريعة والعقيدة المسيحية ، وتستهدف
مصلحة الوطن فلا بأس في
ذلك .
والمفارقة هنا تأتي من
” حزب الحرية ” إذ قال :
تأسيس جماعة الإخوان المسيحين إنقساما
لصفوف الأمة . فقد
أصدر حزب الحريه بيانا
الخميس
5
يوليو رفض خلاله المستشار
“ حسين أحمد أبوالعطا ” الأمين العام
للحزب محاولات اشهار جماعة الأخوان
المسيحين وذلك لما لها من من أثر كبير فى
انقسام نسيجى الأمة وتساعد على إبراز فكرة
الطائفية التى نعمل جميعا على نبذها ومحو
تواجدها على أرض الوطن مشيرا إلى أن هناك
دعوة قضائية تطالب بحل جماعة الإخوان
المسلمين ، رغم أنها جماعة عالمية
ومتواجدة من سنين طويله فى عدد من الدول .
وأوضح ” أبوالعطا ” أن فكرة تأسيس
جماعة الإخوان المسيحيين ماهى إلا نتاج
مخاوف الاقباط من وصول مرشح حزب الحرية
والعدالة الذراع السياسى لجماعة الاخوان
المسلمين لرئاسة الجمهوريه، مذكرا إياهم
باعلان الدكتور “ محمد مرسى ” رئيس
الجمهوريه، استقالته من حزب الحرية
والعداله وجماعة الاخوان المسلمين . وناشد
“ أبوالعطا ” جميع طوائف الشعب مسلمين
وأقباط إلى ضرورة التوحد وعدم الانقسام
فالوطن جماعة واحدة هدفها الأوحد العمل
على اعلاء مصلحة المواطن المصرى وتحقيق
أمنه وسلامته ، مطالبا اقباط مصر
بالاندماج فى الحياة السياسية من خلال
الأحزاب وعدم العزله خلف جدران الكنائس ؛
قائلا:أن للوطن ذراعان يساعدانه على تحقيق
الحرية والديمقراطية ، وأن الأقباط ذراعا
منهما .
في حين أكد السعيد كامل
رئيس حزب الجبهة الديمقراطية ، أن تأسيس
جماعة ( الإخوان المسيحيين ) على غرار
جماعة ( الإخوان المسلمين ) بداية لانهيار
منظومة القيم فى المجتمع المصرى وانهيار
دولة القانون وهو فى الأصل بداية لتنفيذ
مخطط من أجل تقسيم مصر على أساس عقائدى
وتحويلها إلى نموذج آخر من دولة السودان
أو لبنان .
وقال السعيد كامل رئيس الحزب إن تأسيس
جماعة الإخوان المسيحيين
سوف يعطي مبررا للدول الأجنبية للتدخل في
شئوننا الداخلية ،
مشيرا إلي أن كل فصيل سيجد
من يدعمه بالخارج وربما يكون هناك مخطط
أكبر لظهور طوائف
أخري كالبهائية.
واضاف رئيس حزب الجبهة أن(
الطائفية) اصبحت تهدد مصر وهناك
أطراف أجنبية تزكي هذه
الروح وتزكي النزعة الانشقاقية في مصر
وتريد أن تدخل مصر في
معارك تثقل كاهلها حتي لا
تستطيع أن تحدث نهضة تنموية شاملة وتنشغل
بهذه
الصراعات.
وحذر أحمد بهاءالدين شعبان
الأمين العام للحزب الاشتراكي المصري من
أن تأسيس هذه الجماعة
وسيزيد الاحتقان الطائفي خاصة بعد تشكيل
عشرة أحزاب علي أساس
ديني بعد الثورة وسيطرة
الإسلاميين علي مفاصل المجتمع
.
وقال إن هذه الجماعة لن
يكتب لها النجاح فالعلاقة
بين المصريين المسلمين والأقباط رغم
توترها أحيانا ، إلا
انها قادرة علي تخطي كل
الازمات
.
ثم يأتي ترحيب الدكتور
أكرم الشاعر ، عضو مجلس الشعب السابق ، عن
حزب الحرية والعدالة ، بإنشاء جماعة
الإخوان المسيحيين ، ووصفه بالأمر الجيد ،
" طالما أن إنشاء هذه الجماعة يهدف إلى
خدمة الوطن والمواطن المصرى ، سواء كان
مسلما أو مسيحيا فهذا أمر جيد للغاية " .
وأكد الشاعر أنه ليس لديه تخوفات من اتساع
عمليات الاستقطاب على أسس دينية بعد تأسيس
جماعة الإخوان المسيحيين ، وأضاف : "
عندما تأسست جماعة الإخوان المسلمين ، كان
هناك مسيحيون شاركوا فى تأسيسها ، وعندما
توفى الإمام البنا ، شارك عدد من
المسيحيين فى تشييعه " .. متابعا : " أهم
شئ خدمة الوطن ، وفى ذلك فليتنافس
المتنافسون " .
قال الدكتور محمد نور
المتحدث الرسمى باسم حزب النور
السلفى، طالما أن جماعة
الإخوان المسيحيين ستنشأ فى الإطار
القانونى وتستهدف خدمة
المواطن فأهلا بها، مشيرا
إلى أنه ينقد عمل أى جمعية فى الخفاء،
ولذلك فإن فكرة مثل
جماعة للإخوان المسيحيين
نرحب بها
بينما قال
وأضاف
"نور"
فى تصريح خاص لـ"اليوم
السابع"
إنه إذا اتجهت (جماعة الإخوان المسيحيين)
إلى العمل مصلحة الوطن ، وتقديم خدامات
فسوف تلقى قبولا لدى الأقباط ، أما إذا
اتجهت نحو العمل على وتر الطائفية فلن
تلقى أى قبول من الجميع .
ومن جهته أكد الدكتور طارق
الزمر المتحدث الرسمي باسم الجماعة
الإسلامية أن
إنشاء جماعة الإخوان
المسيحيين لا يمثل إلا رد فعل انفعاليا من
بعض رموز المجتمع
القبطي لإثارة القلاقل في
مواجهة الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي
ومحاولة لاثبات
الحضور بطريقة طائفية.
وقال الزمر إن هذه الفكرة
لن يكتب لها النجاح لأن الأقباط
في مصر لن يستجيبوا لها.
وأشار إلي أن الجماعة دعا
لتأسيسها التيار القبطي
الرافض للثورة والمؤيد
للفريق أحمد شفيق والذي يري ان استمرار
ولاية الدكتور محمد
مرسي هو استمرار لنجاح
الثورة وقال إن تأسيس هذه الجماعة ـ لو تم
ـ يجب ان يتحقق من
خلال الأطر القانونية وبما
لا يتعارض مع مبادئ الدستور ومصلحة الوطن.
ويرى محمد أبوحامد مؤسس
حزب الحياة وعضو مجلس الشعب السابق إن
"إنشاء جماعة الإخوان المسيحيين تمثل خطرا
على الأمن القومي المصري مشيرا إلى "ضرورة
تفعيل دور المصري المسيحي عبر منظمات
المجتمع المدني والأحزاب السياسية وليس عن
طريق تنظيم جماعات دينية".
وقال
أبوحامد إن " تصاعد القوة الدينية في
الشارع المصري أصبحت تشكل قلقا ، خاصة وان
بعض رموزهم بدأت تبث بعض الأفكار التي
يتضح منها انه سيكون هناك تمييز بحق
المواطن المسيحي ، الذي يشعر بالقلق . "
وقال " أتفهم جيدا مخاوف
الأقباط من صعود تيار الإسلام السياسي
وتداعياته مثل جماعة الأمر بالمعروف
والنهى عن المنكر ولكن هذا لا يبرر اتخاذ
هذه الخطوة فى هذا التوقيت".
ويشير إلى أن "وجود
جماعتين الأولى للإخوان المسلمين والأخرى
للإخوان المسيحيين يترتب عليه شد المجتمع
تجاه أرضية دينية وليست أرضية مدنية تقوم
على احترام الآخر وتفعيل أسس الدولة
المدنية التى قامت من اجلها ثورة 25
يناير".
غير انه أكد رفضه إنشاء
حزب قبطي على أساس ديني ، مطالبا " بتفعيل
دور المواطن المسيحي من خلال منظمات
المجتمع المدني والأحزاب الليبرالية
ووسائل الإعلام ، حتى يحدث التوازن
المطلوب ، ولكن ليس بنفس طريقة الأحزاب
والتيارات الدينية الأخرى ، إذ أن مواجهه
الجماعات الدينية لبعضها على أساس ديني
يمثل خطورة شديدة على المجتمع ويهدد السلم
الاجتماعي . "
ويؤكد الدكتور نصر
عبدالسلام رئيس حزب البناء والتنمية
الذراع السياسية للجماعة الإسلامية أن "
الحزب لا يمانع إطلاقا تأسيس جماعة أو
جمعية أو مؤسسة للمسيحيين مشهرة وفقا
للقانون بل على العكس تماما كثيرا ما
نادينا وطالبنا بتأسيس مثل هذه الجمعيات
والمؤسسات المسيحية حتى يكون لهم دور
سياسي فى الشارع بعيدا عن سيطرة الكنيسة
التى ساهمت بممارساتها السياسية على مدار
السنوات الماضية فى زيادة الاحتقان بين
المسلمين والمسيحيين ".
ويرفض نصر تفسير الإعلان
عن جماعة الإخوان المسيحيين بالصعود
السياسي للتيار الاسلامى وتولى مرسى
لرئاسة الجمهورية قائلا "هذا تفسير تآمرى
يهدف إلى خلق حالة من الاحتقان بين
المسلمين والمسيحيين" مشيرا إلى أن "وصول
مرسى لرئاسة الجمهورية هو نجاح للثورة
المصرية قبل ان يكون نجاحا للتيار
الاسلامى".
|